كشفت وثائق استخبارية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس عن ما وصفته بتوتر العلاقات التركية الإسرائيلية، وعن أن الأمريكيين محبطون وغاضبون بشأن السياسة الخارجية التركية غير المتناغمة مع الرؤى والتطلعات الأمريكية· وأشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن المسؤولين الأمريكيين حاولوا جهدهم إبقاء التوتر والخلافات المتزايدة بين إثنين من حلفائهم في أنقرة وتل أبيب بعيدا عن النشر على العلن· وأضافت أن تركيا سرعان ما طردت إسرائيل وحرمتها من الاشتراك في مناورة عسكرية مشتركة قبل ساعات من بدئها عام 2009 في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أزعج واشنطن التي شجعت أنقرة على تجاوز الخلاف، حيث اعتبرت الولاياتالمتحدة عدم اشتراك إسرائيل في المناورات بأنه مجرد تأخر في الحضور للمشاركة· وأفادت الوثائق الصادرة عن السفارة الأمريكية في أنقرة بأن العلاقات ما بين تركيا التي وصفتها بأنها الدولة الإسلامية الوحيدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإسرائيل الحليفة المقربة من أمريكا آخذة في التدهور· وقللت الوثائق السرية الأمريكية من أهمية تركيا برمتها، وأشارت إلى أن واشنطن تستخدم أنقرة قاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية عن إيران وتقييم جدوى القاعدة الأمريكية الضخمة في إنجرليك التركية، من أجل توفير الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية بالحربين على العراق وأفغانستان· وبينما كشفت الوثائق عن أن الدبلوماسيين الأمريكيين رحبوا بمجيء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطة عبر حزب العدالة التنمية وأشادوا بالإصلاحات التي تقوم بها حكومته في البلاد، كشفت الوثائق في الوقت نفسه عن مشاعر الإحباط وحتى الغضب لدى الأمريكيين تجاه السياسات الخارجية التركية غير المتناغمة مع الرؤى والتطلعات الأمريكية· وأنحى مسؤولون أمريكيون باللائمة على أردوغان وحاولوا إيجاد نواب له يكونون أكثر اعتدالا، ويتبنون سياسات قريبة مما تريده واشنطن وخاصة تجاه كل من إيران وإسرائيل· وأشارت إحدى البرقيات السرية بتاريخ 27 أكتوبر 2009 إلى أن الاتصالات الأمريكية مع مسؤولين بالحكومة التركية وخارجها تؤكد أن أردوغان يكن كرها كبيرا لإسرائيل· وذكرت وثيقة سرية مؤرخة في جانفي 2004 أن دبلوماسيين أمريكيين سبق لهم أن أبدوا إعجابهم بما يملكه أردوغان من مهارات سياسية، وتحدثت عن زيارته إلى واشنطن واصفة إياه بأنه ''سياسي طبيعي'' وأنه ''براغماتي'' ويتصف بحسن المعشر· ولكن وثيقة سرية أخرى تعود لعام 2008 وصفته بأنه يشبه من يملك ''مواهب وغرائز مقاتلي عصابات الشوارع''، وأشارت أخرى في ديسمبر إلى أن معارضيه يتصفون بالضعف· وبدأت بعض مظاهر الغضب الأمريكي من السياسات الخارجية التركية عام 2006 عندما التقى دبلوماسيون أتراك مسؤولين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعندما التقى أردوغان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد·