حذرت السفارة الأمريكية في تل أبيب مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا من أن نشر موقع (ويكيليكس) الالكتروني لوثائق سرية قريبا قد يؤدي إلى حرج في إسرائيل بسبب مضمونها المتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية وأفادت صحيفة هآرتس الجمعة أن الأمريكيين شددوا في توجههم إلى مسؤولين إسرائيليين على أنهم أرادوا إطلاع حكومة إسرائيل على الأمر لكي لا تفاجأ وتستعد لنشر الوثائق التي قد تسبب حرجا دبلوماسيا. ونقلت الصحيفة عن موظف سياسي إسرائيلي رفيع المستوى اطلع على مضمون الرسالة الأمريكية قوله إن الأمريكيين قالوا إن المواد الموجودة بحوزة ويكيليكس تشمل برقيات دبلوماسية تم إرسالها من السفارات الأمريكية في العالم إلى واشنطن. وتشير التقديرات في واشنطن إلى أن هذه الوثائق ستنشر في الأيام القريبة أو ربما اليوم وستشمل برقيات تم إرسالها خلال السنوات الخمس الأخيرة تتضمن تقارير صحفية ومحادثات مع سياسيين ومسؤولين حكوميين وصحفيين وتقييمات وتحليلات دبلوماسيين أمريكيين لأحداث في الدول التي يخدمون فيها. وقال الموظف الإسرائيلي إن السفارة الأمريكية في تل أبيب أشارت إلى أن الحديث يدور على ما يبدو حول برقيات بتصنيف سري منخفض لكن ليس لدى الإدارة الأمريكية معلومات حول مضمونها. وأضاف الموظف الإسرائيلي إن الأمريكيين ينظرون إلى هذا التسريب بخطورة بالغة، وهم لا يعرفون متى سيتم نشرها على شبكة الأنترنت وما ستتضمنه بالضبط، لكنهم لم يريدوا أن نسمع عن ذلك من الصحف. وجاء في رسالة السفارة الأمريكية في تل أبيب أنه في حال نشر برقيات صادرة من هذه السفارة فإنها قد تسبب حرجا لأنها تتعامل مع قضايا تتعلق بالعلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل التي غالبا ما تبقى سرية، أو أنها ستتضمن مراسلات داخلية بين دبلوماسيين أمريكيين لا تعبر دائما عن موقف الإدارة الأمريكية. وشددت الرسالة على أنه إذا تسبب ذلك بحرج فإنه مهم بالنسبة لنا أن تعلموا بأنه لم تكن لدينا نية كهذه. ورفض المتحدث باسم السفارة الأمريكية في تل أبيب كورت هويير تأكيد أو نفي الرسالة التي بعثتها السفارة إلى مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، لكنه شدد على أن نشر برقيات سرية من جميع السفارات الأمريكية في العالم قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة حتى على حياة أشخاص. وأضاف هويير: إننا نستنكر بشدة نشر الوثائق السرية وقلقون للغاية من انعكاسات ذلك على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة. وتوجهت وزارة الخارجية الأمريكية إلى دول كثيرة أخرى لتحذيرها من تبعات نشر البرقيات السرية.