الولايات المتحدةالأمريكية لا تشاطر المغرب الأقصى آراءه المتعلقة بالإستراتيجية الجزائرية في مكافحة الإرهاب· جاء ذلك في مراسلات دبلوماسية بين السفارة الأمريكية في الرباط وكتابة الدولة للخارجية، يقول موقع ''تو سير لالجيري'': ''كل شيء عن الجزائر'': إنه حصل عليه بطريقته الخاصة قبل نشرها في موقع ''ويكيليكس''· ففي برقية بتاريخ 31 ديسمبر الماضي، قال المدير العام لمراقبة التراب المغربي، عبد اللطيف حموش، لمساعدة الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب:''إن الجزائر شريك صعب (في مجال مكافحة الإرهاب)، وأنها لا تتعاون معنا كما يجب''، وقصده أن السلطات الجزائرية شحيحة في تزويد نظيرتها المغربية بالمعلومات المتوافرة لديها· وفي برقية أخرى، بتاريخ 18 ماي الماضي، يرى يوسف عمراني، المدير العام للشؤون الثنائية في وزارة الخارجية المغربية ''أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يعكس الوجه الآخر لفشل الحكومة الجزائرية'' في مكافحة الإرهاب· ولكن الرد الأمريكي يأتي فاصلا عن طريق أحد الدبلوماسيين الأمريكيين، عندما أجابه بأن ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال اضطرت للارتماء في أحضان القاعدة لأن الحكومة الجزائرية نجحت في تهميشها''· ويعبّر ذلك عن التقارب الكبير في وجهات النظر بين الأمريكيين والجزائريين، فيما يتعلق بالاستراتيجيات التي يجب اعتمادها في مكافحة الإرهاب· وتذهب البرقيات أبعد من ذلك في تصويرها محاولات الحكومة المغربية استغلال أي شيء تصادفه في طريقها لانتقاد الجزائر ومحاولة التأثير على الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف معادية من الجزائر· فالجزائر لا تتعاون مع المغرب لأنها بلد غير مستقر، كما يرى القصر الملكي، وبالتالي فإن الأمريكيين مخطئون في اعتبار الجزائر نموذجا في مكافحة الإرهاب· وفي برقية أخرى تعود إلى 21 نوفمبر ,2006 يتهم الأمين العام لوزارة الخارجية المغربي، عمر هيلال، في محادثة بينه وبين السفير الأمريكي في الرباط، الجزائر بتطوير برنامج نووي عسكري الهدف منه الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية· ولم يفعل هيلال سوى التذكير بأسطورة قديمة أثارتها قبل سنوات بعض الصحف الغربية، الإسبانية والبريطانية بالخصوص حول البرنامج النووي الجزائري· وهي أساطير لا تعيرها الحكومة الأمريكية أية أهمية، لأنها، ببساطة، تعرف كل شيء عن البرنامج النووي الجزائري، وهي بالتالي متأكدة من سلميته· وكما هو متوقع، فإن الكثير من التسريبات الكاذبة ستحاول الظهور في ظل الربع مليون برقية التي وعد ''ويكيليكس'' بنشرها· وبدأت بعض الصحف والمواقع تدعي أنها حصلت على عدد من البرقيات قبل نشرها في تلك التي اختارها ''ويكيليكس'' أو نشرها الرسمي على الموقع، كما فعلت قبل يومين جريدة الأخبار اللبنانية في نشرها برقيات عن الجزائر، أقل ما يقال عنها أنه لا أهمية لها· أو كتلك التي تحذر فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من الحرب التي تحضر بين الجزائر والمغرب، حسب تسريب آخر، نشر في بعض المواقع، ولا نعرف عن أصله سوى أنه من مصدر آخر غير ''ويكيليكس''· والواضح في هذه البرقية أنه تسريب كاذب نسجته بعض الدوائر في المغرب· يتبين ذلك جليا في نظرة بسيطة على محتواه· ففيه مثلا أن الجيش الجزائري بصدد الضغط على البوليساريو لاستئناف نشاطها العسكري· مع أن المعروف أن الجزائر هي التي أقنعت حكومة ولد عبد العزيز بالتريث ومواصلة البحث عن الحل عن طريق المفاوضات·