تحاشى أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم في كلمته الافتتاحية للجامعة الصيفية ببومرداس الخميس الفارط الحديث عن الصدع الذي عرفته حركة حمس بعد انسحاب عدد كبير من إطاراتها وأنشأوا كيانا منفصلا تحت تسمية حركة الدعوة والتغيير، التي تعتبر ولاية بومرداس معقلا لها كون النائب البرلماني المفصول عن الحركة منصور عبد العزيز المنحدر من بومرداس من أوائل معارضي نهج أبي جرة قبل المؤتمر الرابع الذي قسم الحركة إلى نصفين· وفي كلمته التي ألقاها بالجامعة الصيفية التي اختارت شعار ''الشباب والتحديات الكبرى'' شدد أبو جرة سلطاني على ضرورة الاهتمام بالشباب لأنه الثروة الوحيدة التي لا تزول والعملة المفقودة في سوق المال والأعمال، مؤكدا في السياق ذاته أنّنا لا نستطيع أن نستورد الطاقة والماء وكل الثروات إلا بالشباب، منتقدا الأوضاع التي تعيشها البلاد في ظل تنامي ثقافة اليأس والحرفة وسريان منطق ''اللاأدري'' بين الشباب حيث لم يعد بإمكانهم معرفة احتياجاتهم في ظلّ نقص كل شيء، وطغيان القلق على إرادة العمل والتفوق· وقد أشار رئيس حركة حمس أبو جرة سلطاني أن الشاب يواجهه اليوم تحدي الهوية التي لم تعد مفهومة لديه حيث غدت تلك الهوية المرتبطة بالتاريخ غير مقنعة والمرتبطة بالجغرافيا ليست مغرية والثقافية لم تعد واضحة اليوم بتناقضاتها، التي تنحصر في ثقافة '' المهرجان الثقافي الإفريقي'' -على حد تعبير سلطاني-، كما أن الهوية الدينية لم تعد قادرة على استيعاب الشباب اليوم· وحسب سلطاني دائما، فإن الشاب بحاجة إلى هوية حضارية، وفي تقدير أبو جرة تنحصر في أربعة أبعاد العربية، الوطن، الأمازيغية والإسلام· وقد بدا سلطاني في حديثه مستاء من الواقع العالمي رغم تعديده لمجموعة من الإيجابيات التي عرفتها الساحة الوطنية، قائلا أن ''الحاضر فيه أمل والأمل في المستقبل أكبر'' حيث أشار إلى التناقضات المميزة لحياتنا في الجزائر والعالم العربي والإسلامي وعلاقاتنا بالغرب، حيث وفرة في الشمال يقابلها ندرة في الجنوب، ليس في المال والمادية فقط - يؤكد المتحدث - بل حتى الندرة المعنوية في الحريات مثلا· والتناقض الثاني حصره في سهولة الحصول على السلاح وصعوبة الحصول على الخبز، في إشارة إلى الصراعات التي تعرفها المعمورة· أما المحور الثالث للتناقض الحالي فقد تحّول مفهوم المواطنةفيه من الهوية إلى الانتساب الجغرافي، والرابع هو طغيان القلق· سعيدي : مساعي الصلح من صلاحيات المكتب الوطني أكد عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم على هامش افتتاح الجامعة الصيفية ببومرداس أن أبواب الحركة لا تزال مفتوحة لكل من يرغب العودة إليها، ملمحا إلى مؤسسي حركة الدعوة والتغيير، وعن لجنة الصلح قال المتحدث إنه تم سحب البساط من كل الأطراف، ويبقى الأمر من صلاحيات المكتب الوطني الذي سيقوم بتسيير العملية، منوّها بالدور الذي أدّاه بعض أبناء الحركة في محاولة لسدّ الشق الحاصل· وبدا سعيدي متمسكا بنسبة 3 بالمائة كلفظ يميّز الحركة بالمنشقين، وقال إن دراسة الملفات القادمة من الولايات الأربعة تبين أن النسبة أقل من ذلك ، حيث أضاف قائلا ''كلامنا منطقي ويأتي بناء على القوائم وعدد المناضلين المقيدين عندنا''، مشيرا إلى زيادة عدد المناضلين في حركة حمس منذ الرئسيات الفارطة وهو مؤشر إيجابي، حسب المتحدث دائما·