خرجت شابة في العشرينات من العمر رفقة ابنة عمها القاصر اللتين تقطنان بمنطقة واد السمار من أجل التجول، وقصدتا بذلك حي المكان الجميل، وفي طريقهما إلى هناك اعترض طريقهما شخصين كانا على متن سيارة من نوع ''أتوس'' وحاولا التحرش بهما، لكن الفتاتين رفضتا الإصغاء لهما أو التكلم معهما، وواصلتا طريقهما، لكن الشابين نزلا من السيارة وقاما باختطافهما على متن السيارة في مكان خال من المارة، وكان ذلك بعد رفع صوت جهاز الراديو كي لا يسمع صراخهما· ووقعت حادثة اختطاف الفتاتين بتاريخ 12 ديسمبر من السنة الماضية، وهذا في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بواد السمار، فبعد انطلاق الشابين بالسيارة ومعهما الفتاتين قاما بإنزال الفتاة القاصر على قارعة الطريق، وواصلا طريهما برفقة الشابة الأخرى، وخلال ذلك قامت هذه الأخيرة بالاستنجاد بصديقي والدها اللذين كانا بالمكان وقدما لها يد المساعدة· وبعدما تقدما بشكوى لدى مصالح الأمن، يمكنوا من إلقاء القبض على المتهمين بعد التحريات المكثفة التي قاموا بها، وتم إيداعهما الحبس بأمر من قاضي التحقيق، بعدها أحيلا على محكمة جنايات العاصمة ووجهت لهما تهمة الاختطاف دون أمر من السلطات مع استعمال العنف· لكن خلال جلسة محاكمتهما، صرح المتهم الرئيسي في القضية، المدعو (ل· ع) بتصريحات مغايرة تماما لما صرحت به الضحية، وجاء بسيناريو مغاير تماما، حيث أكد أن الفتاة قدمت شكوى ضده بالاختطاف انتقاما منه، وهذا عندما قرر أن ينهي العلاقة التي جمعت بينهما لسنوات باعتبارها صديقته بسبب المشاكل التي كانت بينهما، نافيا بذلك الوقائع المنسوبة إليه جملة وتفصيلا· أما عن المتهم الثاني المتابع بالمشاركة في الاختطاف، فقد أنكر هو الآخر ما توبع به، مشيرا بدوره إلى أن القضية ما هي إلا سيناريو مفبرك من قبل الضحية التي لم تحضر حتى جلسة المحاكمة، وهو الأمر الذي ركز عليه الدفاع في مرافعته، مؤكدا كذلك أنها قضية انتقام من موكله الذي لا علاقة له باختطاف الضحية·أما عن النيابة العامة في تدخلها، فقد ركزت على تصريحات المتهمين والتناقضات التي ميزتها أمام الضبطية القضائية وخلال الجلسة، مؤكدا أن التهمة ثابتة في حقهما، وهذا بدليل الشهادة الطبية وشهادة الشهود، ليلتمس تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا و20 ألف دج غرامة مالية في حقهما·