سجلت أسعار العملات الصعبة، وعلى رأسها العملة الأوروبية الموحدة (الأورو) ارتفاعا قياسيا، نهاية الأسبوع الجاري، بالأسواق الموازية، حيث قفز سعر الصرف بحوالي 1200 دينار عن ذلك الذي كانت تباع به ال 100 أورو قبل 10 أيام خلت، وقدرت قيمتها نهاية الأسبوع بسوق كازانوفا الموازي بقسنطينة بين 13600 و13800 دينار وهو سقف رشحه أهل الاختصاص للارتفاع أكثر بحر الأسبوع الجاري، في ظل الطلب المتزايد للزبائن الراغبين في قضاء نهاية السنة بالعواصم العربية والأوروبية· ''الجزائر نيوز'' كانت لها جولة صباح أول أمس بذات السوق، وهناك وقفت على حركة غير عادية، حيث أن مختلف شرائح المجتمع سجلت حضورها هناك من شباب، كهول وشيوخ وحتى نساء، جميعهم كانوا يبحثون عن شراء العملات الصعبة، وعلى رأسها الأورو الذي أصبح التجار يبيعونه ''بالتكسال'' وبأسعار يحددها كل واحد منهم على هواه· عن السبب قال المدعو ''رابح'' وهو شاب يمارس هذه التجارة منذ سنوات ''إن الارتفاع القياسي في أسعار الصرف يعود بالدرجة الأولى إلى الطلب المتزايد مقابل التراجع المحسوس في العرض، يضاف إلى ذلك النقص الحاد في السيولة بسبب تقلص عدد المغتربين والأجانب''· الإقبال على السوق الذي يعد الأكبر من نوعه بالجهة الشرقية لم يقتصر على سكان قسنطينة فقط، فالوافدون عليه ينحدرون من ولايات مختلفة، أكثرهم من الطارف وعنابة التي قال أحد ساكنيها وهو شاب يدعى إسلام ''لقد اخترت التنقل إلى سوق كازانوفا بقسنطينة لشراء العملة، على اعتبار أنها تعد الممول الرئيسي لسوق عنابة، لكن بمجرد سؤالي عن سعر الصرف اندهشت كثيرا، فقد ارتفع ب 1500 دينار في ال 100 أورو، وهي قيمة لم يسبق أن وصلت إليها أسعار الصرف حتى والعالم يمر بالأزمات الحادة''· من جهة أخرى، عرفت أسعار صرف الدينار التونسي قفزة نوعية هي الأخرى، حيث إن ال 100 دينار تونسية التي كانت تباع ب 7200 دينار قبل أسبوع، ارتفعت إلى 8200 دينار صباح الخميس الماضي، والسبب دائما الإقبال الكبير على طلبها· ''نهال'' وهي طالبة جامعية قالت: ''خلال تواجدي بالسوق وجدت أن سعر الأورو مرتفع كثيرا، لذلك اخترت شراء الدينار التونسي لأني سأقضي عيد نهاية السنة هناك، لكنني وجدت أن الأخير أيضا قفز سعره إلى السماء وقد قررت التريث، على أن أعود بداية الأسبوع المقبل عل وعسى تنخفض الأسعار قليلا''· والحال بالبنوك لا تختلف كثيرا، حيث إن الطلب الكبير من المواطنين على صرف العملات جعلها تمر بأزمة حادة هي الأخرى وعجزت عن تلبية طلب الزبائن، بما في ذلك المتقاعدين ممن يحصلون على معاشاتهم من صناديق التأمين الأوروبية·