قال حماري وهو يحك أذنيه ورأسه وجثته الضخمة.. انتهى العام قلت له.. تمخض الجبل فولد فأرا.. أين الجديد فيما تقول.. كلنا نعرف أن العام انتهى وسيدخل عام جديد أيها الحمار.. نهق وقال.. إذا كان مثل الذي سبق ''الله لا يجيبو''.. قلت له ضاحكا.. قل إن شاء الله يكون مثله.. إن طلبت التغيير فحتما سيكون أسوأ وبعدها سوف تعرف معنى الدعاء.. قال.. كان عاما كارثيا.. فساد ومشاكل وعنف وكذب ونفاق.. قلت له.. لماذا تقيس عليك فقط أيها الحمار.. أنظر لغيرك الذين ''تنعنعوا'' خلال السنة و''ترفهوا'' وأصبحوا من الأغنياء الجدد.. قال.. المؤمن يرى نفسه أولا.. ولا أظن أن ''الغاشي'' كله من الطبقة التي تحكي عنها أنت؟ كلهم تعساء وكلهم قاسوا الويل خلال السنة.. قلت له مازحا.. بدل المراح ترتاح.. بحلق فيّ وقال.. ماذا تقصد؟ أهاجر إم أحر أم أسافر.. قلت له كلها مترادفات لفعل واحد. هو الهربة.. والهربة تسلك.. بما أنك لا تريد معيشة التعاسة جرّب حظك في ''مراح'' آخر.. تنهد وتحسر وبسمل وحوقل وقال.. يا صديقي لو وجدت الطريق لفعلت.. أقسم لك أني سأفعل رغم الوطنية التي تعيش بداخلي إلا أني سأترك الوطن حبا فيه وليس كرها.. نعم لأني أحب وطني لا أريد أن أراه يعاني.. قلت له ضاحكا.. هذا هو المشجب الجديد الذي ستعلق عليه أسبابك؟ قال.. مجرد كلام.. مجرد كلام ولكن حينما أفكر بالعقل أقول.. رغم كل شيء هنا يموت قاسي..