كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المحذرات وإدمانها، عبد المالك سايح، أن 10 بالمائة من عائدات بارونات المخدرات تتحصل عليها ما يسمى ب ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في منطقة الساحل الإفريقي لتمويل عمليات شراء الأسلحة وتجنيد إرهابيين جدد في صفوفها· أكد عبد المالك سايح، خلال ندوة حول المخدرات وآثارها الاقتصادية وعلاقتها بتبييض الأموال التي عقدت بمجلس الأمة، أن تقريرا من مكتب قمع المخدرات والاستخبارات من الولاياتالمتحدةالأمريكية أشار إلى أن طائرات مزودة بجهاز مراقبة وتحديد المسارات عبر الساتل تنزل على منطقة الصحراء الموريتانية والمالية، وهي محملة بأطنان من المخدرات، مضيفا أن هذه التقارير أكدت أن هؤلاء البارونات أصبحوا محميين من طرف ما يسمى ب ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' مقابل مبالغ مالية تدفع لهم كلما تم تمرير طن واحد من هذه المنطقة· ويقدر ثمن الطن الواحد ب 14 مليون دولار· هذا، وتوقع المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات أن يسجل تراجع في كمية المخدرات التي تدخل الحدود الجزائرية هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، مرجعا ذلك إلى الجهود الأمنية المبذولة للسيطرة على الحدود، حيث وجد البارونات صعوبة في إدخال هذه السموم من الحدود، مؤكدا في هذا السياق أنه سيتم الإعلان عن الحصيلة النهائية لهذه السنة خلال الأسابيع القادمة· وقال سايح إن دراسة استشرافية أكدت أنه بعد أن أصبحت أوروبا تحقق اكتفاء ذاتيا في إنتاج القنب الهندي، فإن الجزائر ستعرف ارتفاعا في نسبة استهلاكها لهذه السموم خلال السنوات القادمة بسبب قرب القارة الأوروبية منها، داعيا إلى وضع استراتيجية جديدة للمكافحة والوقاية من المخدرات وتكييفها -حسب المعطيات- مع النتائج التي توصل إليها التحقيق الوطني الوبائي بالمناطق الجنوبية والوسط الجامعي والمدرسي وحتى في المحيط المهني· في السياق نفسه، قال الأستاذ الجامعي محي الدين شبيرة، في محاضرته التي ألقاها خلال هذه الندوة، إن تبييض الأموال يتم في الجزائر عن طريق شراء العقارات ''أراضي وفيلات وسكنات راقية''، وهذا ما يفسر الارتفاع المتتالي المسجل في سوق العقار في الجزائر· في هذا السياق، أشار الأستاذ شبيرة إلى أن الإحصائيات الأخيرة كشفت عن وجود أكثر من 200 ألف هيكل فيلات على مستوى التراب الوطني عرف الكثير منها تغيير ملاكها والبحث المستمر للمجرمين لإيجاد طرق تبييض الأموال· في هذا السياق، أشار المحاضر إلى أن ما يؤكد هذه العلاقة بين تبييض أموال المخدرات وعدد من الملاك الجدد للعقارات أن الدرك الوطني استطاع، في السنوات الأخيرة، أن يحقق في عدة قضايا تخص تبييض الأموال في مجال العقار، وحجز العديد من الفيلات التي تم شراؤها بأحياء راقية بالعاصمة إلى جانب العشرات من السيارات الرباعية الدفع واليخوت· وأضاف الأستاذ أن العقار ليس لوحده سبيل المجرمين لتبييض الأموال، بل هناك عمليات الاستيراد والتصدير والقروض المستندية، إلى جانب اقتناء سلع فخمة والإنفاق على المجوهرات· في الشأن ذاته، ربط المتحدث العلاقة بين تبييض المخدرات والعشرات من القضايا الإجرامية التي تمت تعريتها خلال السنوات الأخيرة من بينها بنك الخليفة والبنك العربي الصناعي والتجاري والصندوق الجزائري الكويتي للاستثمار، إضافة إلى قضايا التهريب المباشر داخل الحقائب وتورط مستخدمي الطيران أو شفط وتهريب الأموال عبر شركات وهمية أنشئت لعرض تبييض الأموال· هذا، وختم المحاضر محاضرته بأن أحد أهم العوامل في تسهيل عملية تبييض أموال المخدرات هو النظام المصرفي الحالي وعدم تعامل الجزائريين بالشيك، مشيرا إلى ما يمكن أن يأتي به قرار تسقيف التعامل بالنقد في 500 ألف دينار فقط، مشيرا -ولأول مرة- إلى أن عملية إجبار التعامل بالشيك الأولى في سنة 2006 أجهضت·