مع بداية التحضيرات لاحتفالات نهاية كل سنة، يتيه الجزائريون بين الوكالات السياحة، في رحلة البحث عن ملاذ يقضون فيه احتفالات رأس السنة التي تتزامن، خلافا للسنوات الفارطة، مع عطلة نهاية الأسبوع، وهي فرصة يجدها الكثيرون ملائمة، لأخذ قسط من الراحة· وأمام غلاء الأسعار التي تقترحها الوكالات السياحية لوجهة الجنوب الجزائري، يفضل الكثيرون الحج إلى الشقيقة تونس التي لا تزال تستحوذ على قلوب الجزائريين، في كل فصل، فيما يفضل آخرون قضاء احتفالات نهاية السنة في عاصمة الدولة العثمانية· ورغم أن تركيا تحولت -مؤخرا- إلى محج الكثيرين من دول عربية وأخرى أوروبية، ما رفع بورصتها وألغى كافة مظاهر التخفيضات التي كان من المعتاد الإعلان عنها سواء في الصيف أو في احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة إلا أنها تشهد إقبالا متناميا من سنة إلى أخرى· من جهتها، تسعى المغرب إلى إيجاد مكان لها بتسويق وجهتها السياحية وجلب الجزائريين، كما أضاف أحد مدراء الوكالات السياحية، إلى الوجهات التي يقصدها الجزائريون الوجهة الأوروبية، غير أنه قال إن هذه الوجهة لا تتجاوز اقتناء التذاكر وجلب الفيزا، أما الإقامة فالكثير من الجزائريين يملك عائلات في المهجر· من جهة أخرى، زاد تأثير مد الخليج العربي على الجزائريين الذين اختاروا هذه المرة الإمارات العربية المتحدة، غير أن هذه الأخيرة، وكما تداولته العديد من المصادر، ترفض منح التأشيرة للجزائريين في سلوك يثير الاستغراب، ويدفع لطرح التساؤل حول أسباب اتخاذ هذا الإجراء ضد الجزائريين، وهو ما وقف عليه أحد مدراء الوكالات السياحية في الجزائر، حينما رفضت سفارة الإمارات منح التأشيرة ل 22 جزائريا مرة واحدة· وبين هذا وذاك تبقى الجزائر وفي مقدمتها وزارة السياحة، عاجزة عن استغلال أكثر من 2 مليون متر مربع لفائدة ترويج السياحة المحلية، والارتقاء بها لضمان مداخل إضافية في وقت يبقى الجزائريون ينقلون الملايين من العملة الصعبة إلى دول أخرى· الهادي بن حملة -------------------------------------------------------- فوزي بصلي مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر50 : ألف جزائري سيحجون إلى تونس كشف القائم الأول على شؤون السياحة التونسيةبالجزائر فوزي بصلي، أن تونس تنتظر نهاية هذه السنة أكثر من 50 ألف جزائري، تزامنا مع احتفالات نهاية السنة التي ستتزامن مع نهاية الأسبوع· وقال في هذا الإطار، إن تونس، ورغم ما حققته من إنجازات على الصعيد السياحي إلا أنها لم تصل بعد إلى الأهداف التي سطرتها تونس منذ أن حوّلت نظرتها من الدول الأوروبية إلى الدول المغاربية على رأسها الجزائر بصفة أساسية، وهو ما يذهب إليه فوزي البصلي في هذا الحديث المقتضب· سأله: الهادي· ب أين وصلت التحضيرات لإحياء رأس السنة وماذا أعدت تونس لاستقبال الجزائريين؟ تونس ككل سنة حضرت لرأس السنة الكثير من التجهيزات والمرافق الأساسية لاستقبال الزوار الجزائريين في أحسن الأحوال، وقد برمجت، في هذا الإطار، نشاطات داخل الفنادق وحتى خارجها لفائدة الزوار· هذا كله يتم على أساس اقتراح أسعار متميزة مع ضمان قاعدة الجودة التي هي قاعدة لا نحيد عنها· بشأن الأسعار، إلى أين وصلت التخفيضات هذه السنة، إن كانت موجودة طبعا؟ التخفيضات من صلب استراتيجيتنا التسويقية عبر كامل الفنادق المنتشرة بالقطر التونسي، دون استثناء الفنادق الخاصة· ومن المتوقع أن تصل التخفيضات هذه السنة في المرافق الفندقية إلى جانب الخدمات إلى 35 بالمائة والتعميم جارٍ على فنادق من خمس نجوم· ما هي توقعاتكم حول استقطاب الجزائريين هذه السنة؟ نتوقع خلال الأسبوع الأخير من السنة الجارية المتزامنة مع بداية السنة المقبلة 2011 أن نستقبل عددا من الجزائريين يتراوح بين 40 و50 ألف جزائري، بما في ذلك العائلات، وهو تقريبا الرقم نفس الذي حققناه السنة الماضية· وعن الحصيلة الإجمالية للجزائريين الذين حجوا إلى تونس هذا العام؟ الحصيلة الخاصة بالسنة الجارية لا يمكن بلورتها إلا بعد نهاية السنة· أما عن حصيلة 11 شهرا من سنة 2010 فقد حظيت تونس بزيارة قياسية من الجزائريين تجاوزت 900 ألف نسمة، وهو ما يرشح تونس لاعتلاء صدارة الدول التي تستقطب السياح الجزائريين· ومقارنة مع السنة الماضية، فإن العدد عرف زيادة طفيفة بلغت +6 بالمائة· ننتقل إلى موضوع متعلق بالسياحة التونسية، ألا تعتقد أن أحداث سيدي بوزيد ستؤثر على نسبة توافد السياح إلى تونس؟ أحداث سيدي بوزيد أحداث معزولة احتوتها الحكومة التونسية في مدة قياسية، من خلال إقرار جملة من الإجراءات والمشاريع، بهدف استعادة الهدوء في المنطقة، وينتظر أن يشرع في تطبيق تلك القرارات بداية من جانفي ,2011 حسب ما تم التوصل إليه· وماذا عن أهم النقاط التي توصل إليها الوزير الأول أحمد أويحيى مع نظيره الوزير الأول التونسي على صعيد القطاع السياحي؟ النتائج كانت جد مشجعة وتمحورت حول عشر نقاط كاملة، كان في مقدمتها تكثيف التعاون السياحي في المجال الفندقي، إضافة إلى التكوين المشترك بين البلدين· كما سيتم الإعلان عن العديد من الحوافز المشجعة لاقتصاد البلدين في الآجال القليلة المقبلة· -------------------------------------------------------- بسبب ضعف القدرة الشرائية للجزائريين :تراجع الطلب على الوجهة التونسية أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات، جريبي العربي، أن الوكالات السياحية سجلت تراجعا في نسبة الطلب على وجهة ببعض البلدان المجاورة للاحتفال برأس السنة الميلادية، منها تونس، مؤكدا أن الجزائريين ليست لهم خيارات كثيرة في السفر للاحتفال برأس· أوضح جريبي في حديث ل ''الجزائر نيوز''، أن الوكالات السياحية هذه السنة رغم أنها قدمت عدة عروضا ترقوية من حيث السعر ونوعية الخدمات في الدول التي عادة ما يختارها الجزائري لقضاء رأس السنة، من بينها تونسوإسطنبول والمغرب، إلا أنه سجلنا تراجعا كبيرا في الطلب على هذه الوجهات، على مستوى مختلف الوكالات السياحية، مقارنة بالسنة الماضية· وكشف المتحدث أن من بين أسباب هذا التراجع انخفاض القدرة الشرائية عند الجزائريين، موضحا أن الجزائريين هذه السنة ورغم أنه ليست لهم خيارات أخرى عدا تونس أو إسطنبول أو المغرب، وهي الخيارات التي تعرض خدمات في متناول الفئات المتوسطة من المجتمع وبالرغم من ذلك، فقد سجلنا نفورا من هذه العروض· وعن الأسباب التي تدفع بأغلبية المواطنين إلى اختيار الوجهة التونسية، قال جريبي إن الأمر متعلق بقرب هذه الأخيرة وإمكانية بلوغ الوجهة بسهولة تامة عن طريق البر، ما يقلص عليهم تكاليف السفر· كما أن هذه الوجهة تمكن عددا معتبرا من أفراد عائلة واحدة من قضاء عطلة بأقل التكاليف· وأكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، أن عددا معتبرا من الجزائريين أصبحوا يفضلون السياحة الداخلية كالتوجه إلى المناطق الصحراوية لقضاء عطلتهم الشتوية، على غرار بعض الأجانب، بسبب تدني تكاليفها أيضا· ياسمين بوعلي -------------------------------------------------------- أسعار الجوية الجزائروالتونسية ضعف تكلفة الاحتفالات أكد فرشيشي سفيان مدير أهم وكالة تحضّر لرحلات نهاية السنة على المستوى الوطني ''سيزار ترافل''، أن تونس تعتلي طلبات قضاء الجزائريين لاحتفالات نهاية السنة، تليها مباشرة تركيا، فالمغرب، فيما أكد أن مصر لم تكن عليها طلبات بفعل تردد وتخوف لدى البلدين، بعد الأحداث الكروية· هذا، وكشف ذات المتحدث في اتصال مع ''الجزائر نيوز'' رفض سفارة الإمارات العربية المتحدة منح تأشيرات ل 22 جزائريا لقضاء احتفالات رأس السنة هناك، بشكل مفاجئ لم تعرف بعد أسبابه· أما عن الأسعار، فذكر فرشيشي سفيان أنها عرفت انخفاضا كبيرا، فيما يخص تونس، حيث قال إن الجزائريين بإمكانهم الاستفادة من ثلاثة ليال في فنادق محترمة، إضافة إلى عشاء نهاية السنة ابتداء من 10 آلاف دج· أما عن تركيا، فأكد المتحدث عدم وضع الأتراك لأية تخفيضات نتيجة الإقبال الهائل للسياح على تركيا، ما حال دون وضع تخفيضات، كما جرت في السنوات الماضية· وطرح مدير الوكالة إشكالا متعلقا بمحدودية النقل الجوي، إذ أشار إلى أنه لا يستجيب لتطلعات المسافرين، سواء الخطوط التونسية أو الجزائرية، حيث حافظت الشركتان على برنامجيهما المعتاد: بالنسبة إلى الخطوط التونسية خمسة على سبعة، وبالنسبة إلى الخطوط الجزائرية ستة على سبعة، مضيفا أن الأسعار هي ضعف ما يدفعه الجزائريون لقضاء احتفالات نهاية السنة· أما الوجهة المصرية، فقال فرشيشي إنها لا تزال تشهد ترددا من قبل السياح الجزائريين بفعل ما خلفته مواجهات كرة القدم التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الأخرى في انتظار عودة المياه إلى مجاريها· سفارة الإمارات تفند وتؤكد أن الملفات ناقصة فند مسؤول رفيع المستوى داخل جهاز السفارة الإماراتية أن تكون هناك مقاطعة من الإمارات في منح التأشيرة للجزائريين، مؤكدا أنه يمكن أن تكون الملفات المرفوضة والبالغ عددها 22 ملفا من طرف وكالة سياحية واحدة ناقصة، أو ارتأت فيها الإمارات تحفظات لأشخاص مشتبه بهم أو قصر، معتبرا أن منح التأشيرة يتم على أساس دعوة أو رعاية من طرف شخص أو حتى الفندق. وفي هذا الإطار، فإن الجزائريين الذين يرغبون في قضاء فترة رأس السنة الميلادية في الإمارات يجدون تأشيراتهم في المطار قبل الفندق·