بحلول موسم العطل السنوية، تعرف وكالات الأسفار والسياحة إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين، الذين يريدون تغيير الأجواء وقضاء أيام العطلة في بلد آخر، لنسيان عناء العمل أو الدراسة والضغط الكبير الذي عاشوه طيلة عام كامل، ومنه تختلف الوجهة التي يختارها هؤلاء نظرا للإمكانيات وكذلك للعروض التي تقدمها تلك الوكالات والتي عادة ما تتنافس في بداية كل موسم صيف بتقديم احسن الخدمات والاسعار لجلب أكبر قدر ممكن من الزبائن. جولتنا عبر بعض الوكالات السياحية جعلتنا نكتشف أن العديد من الجزائريين أصبحوا ممن يهتمون بالعطلة، حيث يخصصون ميزانية من أجل ذلك، من منطلق أنه لابد من الراحة وتغيير الجو حتى تكون العودة الى أجواء العمل بإمكانيات أكبر وبانتعاش آخر، يقولو (نذير. س) أحد الزبائن الذين وجدناهم في إحدى وكالات السياحة بالعاصمة: » كل عام أسافر الى بلد معين من أجل قضاء بعض أيام العطلة، فالعطلة بالنسبة لي أمر ضروري، وتغير الأجواء والوجوه أيضا أعتبره أمرا مهما«. ويبقى اختيار الجزائريين للبلد الذي يريدون السفر إليه مرتبطا بالإمكانيات والميزانية المالية، تقول الآنسة (فضيلة. ش) مسؤولة في وكالة سياحية بالعاصمة: » نستقبل العديد من الناس ممن يريدون السفر ونستجيب لطلبات هؤلاء وهذا حسب إمكانيات الفرد«. ومن بين البلدان الأكثر طلبا، تونس التي اصبحت خلال السنوات القليلة الماضية الوجهة المفضلة للجزائرين، وهذا لعدة أسباب. كما تضيف الآنسة فضيلة: » نتلقى عدة طلبات، وهناك من يحجز الأماكن للسفر الى تونس قبل الموعد بمدة طويلة، حيث تستهويهم الحمامات، سوسة، وطبرقة، خاصة وأننا ننظم رحلات تدوم من أسبوع فما فوق، بأسعار تنافسية«. والأسعار التي تقترح على الزبائن فيما يخص هذا البلد، هي التي تستقطبهم بكثرة، إضافة الى هذا، فإن الزبون لا يحتاج الى تأشيرة للدخول الى الاراضي التونسية، عكس المغرب مثلا، الذي يؤكد البعض بشأنه بأن الأسعار فيه أقل بكثير. وجهة أخرى، أصبحت تستهوي الفتيات، وهي تركيا، حيث أكدت الآنسة (طاوس. س) تعمل في وكالة سياحية » أصبحنا نتلقى العديد من الطلبات من شابات في مقتبل العمر يردن السفر الى تركيا، وأكثرهن من الطالبات الجامعيات والعاملات أيضا«. ويبدو أن الجزائريات جد متأثرات بالمسلسلات التركية، كما علق أحدهم » ربما تطمع هذه الشابات في ملاقاة مهند أو أسمر في تركيا وغيرهما من أبطال المسلسلات التركية«. ويكثر الإقبال على هذه الوكالات السياحية في هذا الموسم من طرف الأزواج أو العرسان الجدد، الذين يختارون تونس لقضاء شهر العسل، أو مصر، حسب ما أكدت عليه (طاوس. ي). وهناك وجهة أخرى اصبحت مفضلة أيضا لدى بعض الجزائريين من اصحاب المال، وهي تايلاندا رغم غلاء سعر الرحلة، إذ أن تؤكد محدثتنا » تايلاندا وجهة جديدة أدرجناها في رحلاتنا السياحية، وهي مطلوبة كثيرا من طرف بعض العائلات، ولا أخفي عليكم أن هناك البعض ممن يلحون علينا لنحجز لهم في وقت مبكر، رغم أن الرحلة تصل الى 160 ألف دينار، والمقبلون على ذلك، من أصحاب المال لا غير«. وتعرف الوكالات السياحية أيضا إقبالا من طرف الطلبة، الذين يختارون عادة تونس، لأن النفقات تكون في متناولهم بعض الشيء، كما أن الوجهة الى تركيا تعرف نوعا آخر من الناس من تجار الحقيبة، الذين لا يعرفون العطلة، بل التجارة فقط. وبالتالي، فإن البعض من الجزائريين، ممن يتمكنون من تخصيص ميزانية لقضاء العطلة خارج الوطن، لا يعكسون حقيقة البقية، ممن لا يمكنهم ذلك، وأكثرهم يقضون عطلهم هنا في ا لجزائر بالإمكانيات المتوفرة لديهم.