مع بداية العد التنازلي لاحتفالات رأس السنة الميلادية رفعت عدة وكالات سياحية تكاليف رحلاتها باتجاه بعض المناطق الحيوية في بلادنا، لا سيما منها في منطقة تمنراست، وبالضبط في جبال "الآسكريم" المعروف بتوافد عدد من السياح الأجانب، كما رفعت ذات الوكالات تكاليف رحلاتها باتجاه كل من تونس ومصر إلى ما يساوي 12 ألف دينار لليوم الواحد. * مرشدون يمتنعون عن مرافقة السياح إلى الصحراء وآخرون يطلبون المستحيل * * حمى الإحتفالات برأس السنة الميلادية في الجزائر وإن كانت أقل حدة من نظيرتها في بعض الدول العربية، إلا أن عددا من الوكالات السياحية في بلادنا أصبح حجز مكان بها باتجاه كل من تونس أو مصر مستحيلا في العشر الأواخر من شهر ديسمبر، وقدرت تكاليف الرحلات إلى مصر ب 11 مليونا لعشرة أيام تتزامن و31 من شهر ديسمبر إلى غاية التاسع من جانفي عام 2009، وأكد صاحب احدى الوكالات السياحية بالعاصمة أن "الثمن كان محددا ب 10 ملايين لعشرة أيام ولشخصين في الأيام غير العادية، قبل أنه يصل مع الإحتفالات برأس السنة إلى 11 مليونا، مرجعا السبب إلى كثرة توافد السياح على منطقة مصر ونهاية السنة وصعوبة تنظيم الرحلات وحجز الأماكن التي يرتفع ثمنها في مصر مع نهاية السنة، ونفس الشيء بالنسبة للجارة تونس، والتي ارتفعت التكاليف بها من 45 ألف دينار لمدة عشرة أيام إلى سبعين الف دينار لنفس المدة تزامنا واحتفالات رأس السنة الميلادية. * * ملفات أكثر من 500 وكالة تنتظر الإعتماد وألف أخرى تحتكر الرحلات * * أما عن السياحة الداخلية في الجزائر، فكشف عدد من الراغبين في الحصول على الإعتماد لفتح وكالات سياحية أنهم أودعوا ملفاتهم لدى وزارة البيئة والسياحة منذ حوالي السنة، دون أي رد من طرف الجهات المسؤولة، واستفسر هؤلاء عن حجة الإنتظار إلى غاية إصدار قانون ينظم نشاط الوكالات السياحية، في ظل احتكار بعض الوكالات السياحية لتنظيم رحلات السفر إلى تمنراست لاسيما إلى جبال "الآسكريم" مع نهاية السنة. * وبعد تكرار حوادث ضياع عدد من السياح الأجانب في الصحراء الجزائرية، كشف أصحاب عدد من الوكالات أن هناك من يستغل الأحداث الأمنية من حوادث اختطاف وضياع وتيه في الصحراء، لرفع تكاليف السفر والتجوال بالصحراء الجزائرية، ففي غياب قانون ينظم نشاط هؤلاء يلجأون إلى رفع التكاليف تحت غطاء "ضريبة وهمية" تتمثل في الحماية وتوفيرها للسياح الأجانب، وقال هؤلاء أن تكاليف رحلة منظمة من قبل إحدى الوكالات السياحية في منطقة تمنراست نهاية شهر ديسمبر تصل إلى حدود 10 آلاف دينار ليوم واحد، وأكد هؤلاء أن عددا من أصحاب الوكالات يمتنعون عن مرافقة السياح إلى أعماق الصحراء إلا بمقابل مادي آخر، بالرغم من أن الخطر مبالغ فيه، حيث عادة ما يتيه السياح بسبب جهلهم للمسالك الوعرة، وذكر هؤلاء أن أكثر من 100 وكالة سياحية تنشط لوحدها في مناطق الصحراء وتحتكر لوحدها أزيد من 10 آلاف سائح يتوافدون على جبال "الآسكريم" مع نهاية كل شهر ديسمبر احتفالا بالسنة الجديدة. * وذكر أصحاب عدد آخر من أصحاب الوكالات السياحية ارتفاع تكاليف القيام برحلات السفر اتجاه الصحراء الجزائرية فيما يخص السياح الأجانب إلى مخاطر الطريق لا سيما وأنهم يفضلون الإنتقال برا. * من جهتها ذكرت أرقام وزارة السياحة والبيئة أن عدد الوكالات السياحية يقدر ب 950 وكالة سياحية عبر الوطن، حيث قدر العدد لعام 2005 ب 800 وكالة سياحية، وتتواجد حوالي 100 وكالة سياحية فقط على مستوى ولاية تمنراست لوحدها والتي تتعامل حسب أرقام الموسم الماضي مع 25 ألف سائح، منهم 8000 سائح يتوافدون لزيارة الصحراء، خاصة منها جبال "الآسكريم" ومنطقة "تاهات" الشهيرة التي تعد قبلة السياح الأجانب، فيما تنتظر قرابة 500 وكالة الإعتماد من طرف الجهات المعنية.