بعد عقود من وأد مشروع إنشاء مصنع لصناعة سيارة جزائرية سمي يومها، على بركة الله، ''فاتيا'' بتيارت، بالتعاون مع الإيطاليين، أعلن وزير الصناعة، أن العملاق الألماني ''فولسفاغن'' أعلن رغبته في دخول السوق الجزائرية والاستثمار فيها بمصنع للعربات السياحية، منافسا بذلك العملاق الفرنسي الذي أعلن هو كذلك أنه يريد إقامة مصنع لتركيب السيارات بالجزائر، ثم صناعتها في مرحلة ثانية· وبين وأد مشروع فاتيا وإعلان الفرنسيين والألمان عن إقامة مصنع للسيارات، كانت هناك عدة تصريحات من أعضاء في الحكومة، قالت إن إيران مهتمة بإقامة مصنع للسيارات، وكذلك قالوا إن الصين مهتمة وأخرى قالت إنها كوريا· لو تتبعنا تصريحات أعضاء الحكومات المتتالية، لوجدنا أن كل الدول المصنعة للسيارات كانت ترغب، أو هي ترغب في صناعة السيارات بالجزائر· فما الذي حدث ويحدث حتى لم نرى هذا المشروع، ولم نرى هذه السيارة ذات الجنسية الجزائرية تسير في طرقات الجزائر؟ للإجابة عن السؤال، يجب أن نعيد طرحه بشكل آخر، ''ما الذي يدفع عمالقة صناعة السيارات مثل الألمان والفرنسيين واليابانيين يأتون إلى الجزائر ويستثمرون في صناعة سيارات يمكن صناعتها في دول أخرى بأقل تكلفة، وبيعها في بلاد لا تملك صناعة''؟ الإجابة على السؤال تحمل وجهين، إما أن هناك في الجزائر من لا يريد أن تكون هناك سيارة جزائرية المصنع، أو أن عمالقة صناعة السيارات هؤلاء يعللوننا مثلما يعلل الأطفال، بمثل هذه التصريحات كلما أردنا أن نكون كبارا في كلامنا، أو ربما السؤال يحتمل الإجابتين، في انتظار إعلان آخر من مصدر آخر قد يكون مرسيدس· ولم لا أللي يتمنى خير من أللي يستنى·