دعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون إلى فتح قنوات الاتصال والحوار مع الشباب للتواصل معه والاستماع إليه، معتبرة أن ''الانعدام الكلي للاتصال مع الشباب عمّق في أنفسهم انعدام الثقة والخوف من المستقبل''. وقالت لويزة حنون، عند افتتاح دورة غير عادية للمكتب السياسي للحزب، إن على الهيئات المعنية ''الحديث إلى الشباب وإعطائهم حقائق وأرقام صحيحة ودقيقة حول مناصب الشغل التي ستوفر لهم في كل قطاع والإسراع في تنفيذ مخططات دعم المؤسسات''· كما دعت التلفزة الوطنية إلى إعطاء الميكروفون للشباب وتغطية كل الاحتجاجات، لأن ذلك سيعني - حسبها - أن ''الدولة تمد لهم يدها وتبحث لهم عن حلول''· واعتبرت حنون أن انتفاضة الشباب ''لا تهم فقط وزارة التجارة وإنما كل الحكومة التي عليها أن تفتح باب النقاش حول كل الإجراءات الممكن اتخاذها لتحسين الأوضاع الاجتماعية''، داعية أيضا إلى إنشاء دواوين للمنتوجات الحيوية التي تدعمها الدولة· ودعت حنون -أيضا- إلى تقديم منحة بطالة للشباب الذي لا يعمل لا يقل مبلغها عن نصف الأجر القاعدي الأدنى المضمون، مقترحة التعجيل بوضع قانون مالي تكميلي 2011 يوفر هذه المنحة ويتضمن إجراءات أخرى تجسد ''احتكار الدولة للمواد الأولية المستوردة''· وبحسب حنون، فإن الشباب ''لم يخرج إلى الشارع بسبب ارتفاع أسعار الزيت والسكر، بل بسبب تراكم مشاكله المختلفة''، منها البطالة وأزمة السكن، مستطردة أن الزيادات الأخيرة في بعض المواد الاستهلاكية الأولية ''استفزازية وإجرامية''· واعتبرت أيضا أن ''مخلفات التصحيح الهيكلي والمأساة الوطنية ما زالت موجودة''، وأن الشباب ''الذي انتفض ولد في قلب سنوات الإرهاب وتشبع من العنف وفقد مقومات ومراجع شخصيته'' وعلى الدولة أن تتكفل به· وحسب حنون، فإن ''بعد عودة السلم تحتل المشاكل الاجتماعية والسياسية الصدارة وتطفو إلى السطح''، وقد ''وجد الشباب في الانتفاضة والحرق والتكسير متنفسا وطريقة للتعبير عن غضبه وخوفه من المستقبل''· وقالت إنه يجب على الدولة أن تسجل هذه الاحتجاجات كاستغاثة ''لأن الشباب في ضيق ويمكن لأي أحد أن يتلاعب بهم''· واعتبرت حنون القرارات التي اتخذتها الدولة فيما يخص التشغيل ''غير كافية'' و''غير ناجعة''· كما أن ارتفاع الأسعار في الأسواق يمتص كل الزيادات التي تعرفها الأجور، داعية الدولة إلى محاربة المضاربة و''أصحاب الحاويات الذين لا زالوا يتحكمون في السوق الداخلية''· وقالت بأن الغضب الشباني ''المشروع'' الناتج عن الوضع الاجتماعي ''لم يبلغ حدة وحجم التظاهرات العنيفة التي عرفتها باريس وضواحيها في ليلة 31 ديسمبر 2010 والاحتجاجات التي عرفتها دول أخرى''· وبعد أن اعتبرت أن ''هناك أطرافا خارجية يسعدها أن تنهار الدولة الجزائرية لكي تنهب خيراتها''، أكدت السيدة حنون أنه ''لا يمكن مقارنة ما يحدث في الجزائر بما حدث في مصر أو تونس أو حتى الكوت ديفوار ولا يمكن القول إنها تذكر بأحداث أكتوبر ,88 لأن أوضاع البلاد اليوم مختلفة تماما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا''· كما عبرت عن أسفها لهدم الشباب لمنشآت ''هي مرافق تحتاجها شرائح واسعة من المجتمع وحتى عائلات هؤلاء الشباب''·