بدأت نشرة الأخبار في يتيمتنا المقهورة بقراءة أخبار السكر الذي سيعرف الانخفاض واسترسلت المذيعة في ذلك ظنا منها أن السكر وحده هو الذي أشعل النار، وهو الذي سيطفئها·· قلت لحماري الذي عاش الأحداث بتفاصيلها سواء في الشارع أو على أوراق الجرائد أو خلف الفضائيات·· يقولون إن الثور المربوط لا يحب الثور الذي يرعى·· نهق عاليا وقال·· ويقولون أيضا إن الفقر قميص من نار·· قلت له·· لماذا إذن حكومتنا العزيزة تتشبث في مجدب السكر؟ هل كل ما يحدث من ذنب السكر؟ قال وهو يتنحنح·· مازالوا يظنوننا أغبياء·· وكل ما يحدث لأنهم مارسوا معنا سياسة الغباء ومازالوا·· لا أحد منهم تحمّل مسؤولية ما يحدث، لا حكومة ولا أحزاب ولا غيرها من الديكورات السياسية التي اختبأت في عرينها المحصن·· قلت له·· فعلا بقينا مال بلا راعي·· كلهم اختبأوا ووجهوا أصابع الاتهام للسكر·· يا الله·· كيف يعرفون الالتواء والنفاق·· نهق حماري من جديد وهو يقول·· سبحان الله الانفجار·· كنت أعرف أن شيئا كهذا سيحدث·· وكنت أعرف أيضا أن الحكومة ستختبئ وتبقي رأسها في الرمل مثل النعام·· على كل لن نصدقكم بعد اليوم·· وحتى نريحكم أكثر سوف نقاطع السكر·· ولن نحلي قهوتنا ولا أيامنا·· لكم كل السكر·· ولنا كل المرارة··