في تطور ملفت للأحداث المتسارعة في تونس، أقدم الرئيس زين العابدين بن علي، على إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم، بعد أيام من إقالة أربعة وزراء آخرين· تأتي إقالة وزير الداخلية التونسي من منصبه، بعد أن أصبحت العاصمة التونسية مهددة بمواجهات دامية بين المحتجين والسلطات التي فشلت في تطويق الأحداث رغم استعمالها المفرط للقوة، الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا باعتراف النظام التونسي نفسه· ومن أجل تهدئة الأوضاع، صرّح أمس رئيس الحكومة التونسي، محمد الغنوشي، أن الرئيس بن علي أمر بالإفراج عن كل الموقوفين، كما أمر بالتحقيق في قضايا الفساد· وتؤكد تقارير صحفية، أن الجيش انتشر في تونس العاصمة غداة أول مواجهات عند أطراف العاصمة في إطار الأزمة التي خلفت عشرات القتلى· وقالت إن تعزيزات عسكرية شوهدت حول مقر الإذاعة والتلفزيون، فيما تمركز الجيش أيضا في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن الشعبي· وأضافت مصادر صحفية وشهود عيان، إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد هاجم مبانٍ حكومية في إحدى ضواحي العاصمة· وتفيد أنباء واردة من العاصمة التونسية بأن الجيش دخل للمرة الأولى منذ بداية الأزمة إلى عدد من أحياء المدينة لحماية المنشآت العامة· وجاء في روايات شهود عيان بتونس العاصمة، أن قوات الأمن أطلقت النار، أول أمس، خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في حيَّيْ التضامن والانطلاقة بالعاصمة· وبالموازاة مع التطورات الداخلية في تونس، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من ''الاستخدام المفرط للقوة'' والمتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن ''الولاياتالمتحدة قلقة جدا حيال المعلومات التي تفيد باستخدام مفرط للقوة من طرف الحكومة التونسية''· وأدانت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون استخدام القوة ''غير المتكافئ'' من قبل الشرطة في تونس· وقالت المتحدثة مايا كوسييانسيك ''إن هذا العنف غير مقبول ويجب تحديد هوية الفاعلين وإحالتهم على القضاء''· وتأتي هذه المواقف الدولية مع قمع تظاهرات في تونس خلال الأيام الأخيرة قتل فيها 21 شخصا -حسب آخر حصيلة أعلنتها الحكومة- فيما تحدث مسؤولون نقابيون وناشطون حقوقيون عن مقتل ما يصل إلى أكثر من خمسين شخصا· وعلى صعيد آخر، وفي واشنطن تظاهر عشرات التونسيين المقيمين بالولاياتالمتحدة أمام سفارة بلادهم احتجاجاً على ما وصفوها بالممارسات القمعية لنظام حكم الرئيس بن علي· كما ألقيت عدة قنابل حارقة على السفارة التونسية في العاصمة السويسرية بيرن في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء·