هل سمعتم بذلك الرجل الذي اعتبرته شرطة كندا ''اللص الأغبى الذي صادفته في العام ألفين وعشرة''؟ لقد اتصل ليتذمر من تقرير منشور حول حادث تعرّض منزل للسرقة، ويتضمن هذا التقرير نداء من الشرطة للمواطنين تطلب فيه مساعدتهم على الكشف عن هوية اللص، وباعتباره هو الفاعل فقد امتعض لأن التقرير لم يكن مفصلاً بما يكفي، لأنه لا يذكر كل المسروقات ومضى في الإدلاء بتفاصيل سرقته قائلاً: ''إنه لم ينفذ العملية وحده، بل كان معه إثنان من أصدقائه وأعطى اسميهما. وهكذا حصل المأمور ''مايكل بيرس'' على أكبر مساعدة في شكل اعتراف مسجل قضى به السارق على أية فرصة لصالحه خلال محاكمته. لا أظن أن هذا اللص غبي، كما تدعي شرطة كندا، إنه فقط لا يستلطف التقارير غير الدقيقة، وهو مستعد أن يدمر مستقبله اللصوصي لتصحيح معلومة هو وحده من يدرك حقيقتها كاملة. لقد أتيح له هذا للمرة الأولى، فانساق وراء ميله الشديد للتصحيح ونسي أن هذا التصحيح قد يضر به. لص آخر مولع بتصحيح المعلومات كان من ضمن مجموعة مشتبه بهم، طلبت الشرطة من كل واحد منهم ترديد عبارة يستخدمها اللصوص عادة، عند اقتراف جرائمهم وهي: ''أعطني كامل نقودك وإلا.. أطلقت عليك الرصاص..''. فما كان من صاحبنا اللص إلا أن صاح قائلا: ''ليست هذه هي العبارة هي التي تلفظت بها عند محاولة السرقة''، لقد صحح معلومة الشرطة فوقع في قبضتهم. بعض اللصوص يثقون بالمعلومات التي يتلقونها، خاصة تلك التي تنشرها الصحف. فقد حدث في تونس ذات مرة أن سطا مجموعة لصوص على بنك كبير وأخذوا كل ما في خزائنه من أموال وذهبوا إلى مقر عملهم وبدأوا يعدون الأموال التي سرقوها، فوجدوا أنها لا تنتهي.. ملايير.. وملايير.. قال أحد عناصر مجموعة العصابة: ''إذا بقينا نعد الأموال سنبقى هكذا إلى يوم غد.. لماذا لا ننتظر يوم غد وستخبرنا الجرائد بقيمة ما سرقنا''..