يعاني المواطنون ببلدية ذراع الميزان، الواقعة على بعد 45 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، من صعوبة استخراج الوثائق من مصلحة الحالة المدنية بسبب الفوضى العارمة والطوابير الطويلة التي لا تنتهي على مدار أيام الأسبوع، ناهيك عن ما ينتج عنه من مشاكل حادة بين المواطنين فيما بينهم وبين الموظفين تصل حد الشجار وتبادل الشتائم، وكذا تضييع للوقت وتفاقم حدة المعاناة اليومية للمواطنين· أكد العديد من المواطنين في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أن عملية استخراج مختلف أنواع الوثائق من مصلحة الحالة المدنية ببلدية ذراع الميزان تكاد تكون مستحيلة بسبب الفوضى العارمة الناتجة عن سوء التسيير والإهمال· وحسبهم، فإن الطوابير تبدأ أمام الباب قبل بدء ساعات العمل، حيث يتعمد المواطنون للحضور إلى مقر البلدية في ساعات مبكرة من الصباح بغرض احتلال الأماكن الأمامية لاستخراج الوثائق سعيا منهم لتجنب الطوابير الطويلة والمملة، خصوصا وأن هؤلاء المواطنين يقومون بتسجيل أسمائهم في قائمة حسب وقت وصولهم إسلى البلدية، وأشار المواطنون إلى أن استخراج شهادة الميلاد رقم 12 من السجل الأصلي أمر يتطلب وقتا كبيرا لأن ذلك يحتم على صاحبه قضاء يوما كاملا في هذه المصلحة، وأحيانا تتطلب العملية يومين أو أكثر· وفي هذا الصدد، يقول فريد التقيناه في مصلحة الحالة المدنية: ''قضيت في هذه المصلحة ثلاث ساعات ولم أستخرج بعد شهادة الميلاد رقم ,12 وهناك أشخاص لم يتمكنوا من استخراجها منذ يومين''، هذا ما يؤكده (خ· سمير) في الثلاثين من عمره ''طلبت استخراج شهادة ميلاد رقم 12 على الساعة العاشرة صباحا وتحصلت عليها في اليوم الموالي على الساعة الواحدة زوالا، هذا ما حتم عليّ الغياب يومين عن العمل، إنه وضع كارثي''· استخراج شهادة الميلاد رقم 12 باللغة الفرنسية يتطلب أكثر من أسبوع وفي السياق نفسه، أشار المواطنون إلى أنهم يواجهون صعوبات حادة عند استخراج الوثائق باللغة الفرنسية لاسيما منها شهادة الميلاد رقم 12 من السجل الأصلي، وحسبهم فإن الأمر يستوجب تقديم طلب خطي ويتحتم على صاحبه انتظار أكثر من أسبوع للحصول عليه· وفي هذا الصدد، يقول المواطن آكلي 53 سنة: ''قدمت طلبا لاستخراج شهادة الميلاد رقم 12 باللغة الفرنسية من هذه المصلحة منذ أربعة أيام، لكن كلما آتي لجلبها أجدها غير جاهزة، أعلمت الموظفين أن هذه الوثيقة البسيطة طلبها ابني المقيم بفرنسا لأمر عاجل لكنهم لا يبالون''· الطوابير الطويلة، أخطاء في الوثائق، تضييع الدفاتر العائلية تتسبب في مشاكل حادة بين المواطنين والموظفين وفي الإطار نفسه، أبدى العديد من المواطنين الذين التقيناهم في مصلحة الحالة المدنية ببلدية ذراع الميزان استياءهم الشديد من ورود أخطاء بصفة متكررة في مختلف أنواع الوثائق التي تستخرج من هذه المصلحة، وما يخلفه ذلك من تضييع للوقت، حيث يضطرون إلى إعادتها من جديد، ناهيك عن المشاكل اليومية التي تحدث في هذه المصلحة بين المواطنين فيما بينهم وبين الموظفين تصل في الكثير من الأحيان إلى حد الشجار وتبادل الشتائم دون تمييز بين الرجال، النساء، الأطفال والشيوخ خصوصا عندما يتعلق الأمر بتضييع الدفاتر العائلية خلال عملية التصديق على الوثائق أو ورود أخطاء في الوثائق المستخرجة· كما شد انتباهنا في المصلحة ذاتها تواجد العديد من المواطنين القادمين من مناطق بعيدة وكذا من بعض الولايات الذين عبّروا في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' عن خيبة آمالهم من نوعية الخدمات المقدمة في هذه البلدية، إذ أكدوا أنهم يأتون من مناطق بعيدة ويضيعون وقتهم ويكلفهم النقل أموال معتبرة، إلا أنهم يضطرون للعودة بصفة متكررة إلى المصلحة ذاتها كونهم يعجزون عن استخراج الوثائق الرسمية منها نتيجة سوء التسيير والإهمال· ''جئت من ولاية البويرة لأجل استخراج شهادة الميلاد رقم 12 من السجل الأصلي، لكن لم أتمكن من ذلك نتيجة الفوضى العارمة والطوابير الطويلة، فأنا مجبر للعودة إلى هذه المصلحة مجددا، وهذا ما أعتبره سوء التسيير وإهمالا متعمدا وتضييعا للوقت'' حسب المواطن حميد· وحسب شهادات المواطنين، فإن حالة هذه المصلحة تزداد تأزما في هذه الفترة بسبب تحضير المواطنين لملفات الدخول الاجتماعي المقبل لاسيما فئة الطلبة والتلاميذ، حيث تشهد هذه المصلحة حالة عارمة من الفوضى· وما يثير تذمر وسخط المواطنين هو عدم تدخل السلطات المحلية لتوسيع هذه المصلحة أو فتح فروع لها في المناطق المجاورة بالرغم من أن الشبابيك تظل مكتظة طوال النهار، وقد اتهم هؤلاء المواطنون المسؤولين المحليين على تردي أوضاع الخدمات في هذه المصلحة· المسؤولون يتحججون على توافد عدد هائل من النساء إلى مصلحة الولادة بمستشفى ''كريم بلقاسم''··! ولمعرفة الأسباب الرئيسية للوضعية الكارثية التي آلت إليها مصلحة الحالة المدنية ببلدية ذراع الميزان، اقتربنا من أحد الموظفين الذي اعترف أنهم عاجزون عن تقديم خدمات في المستوى وسريعة للعدد الهائل من المواطنين الذين يتوافدون يوميا بكثرة إلى هذه المصلحة لاسيما يوم الخميس كون البلدية تشهد سوقا أسبوعيا، كما أرجع محدثنا الأسباب الرئيسية التي تعرقل تقديم خدمات جيدة إلى توفر بلدية ذراع الميزان على مستشفى ''كريم بلقاسم'' يستقبل عدد هائل من النساء في مصلحة الولادة من معظم مناطق جنوب غرب ولاية تيزي وزو على غرار كل من بلدية آيت يحيى موسى، بونوح، عين الزاوية وفريقات، إضافة الى دائرة تيزي غنيف وبلدية مكيرة، وهو ما يحتم -حسبه- على المولودين في هذا المستشفى استخراج الوثائق الرسمية من بلدية ذراع الميزان، وأضاف المتحدث أن غياب نظام الإعلام الآلي في هذه المصلحة عرقل خدمة المواطنين لأن الموظفين مجبرون على الانتظار قصد الحصول على السجلات الأصلية في حالة وجود طلبات من نفس سنة الميلاد· هذا، ويبقى المواطنون بذراع الميزان ينتظرون من السلطات البلدية التدخل لإيجاد حل عاجل لهذا المشكل قصد ضمان خدمات سريعة وفي المستوى، وبالتالي التقليل من معاناتهم اليومية·