لم يعد يفصلنا عن حلول شهر رمضان الكريم إلا أياما قليلة جدا، ومع بداية العد التنازلي لهذا الشهر الفضيل، بدا المشاهد الجزائري، المتعود على متابعة المسلسلات العربية، متشوقا أكثر، وحائرا في نفس الوقت بين الدراما السورية والمصرية والخليجية، في ظل تعدد الأعمال الفنية الجديدة على غرار ''أفراح إبليس'' و''علشان ماليش غيرك''·· سيعرض على العديد من الفضائيات، المسلسل الدرامي ''باب الحارة'' في جزئه الرابع، بطولة عدة فنانين كالفنان عباس النوري الذي عاد في شخصية أبو عصام، بعدما غاب عن الجزء الثالث لأسباب قيل أنها متعلقة بمشاهد أضيفت للعمل الفني وتطلبت خروجه ليعود، مجددا، في شخصية الرجل القوي، وسيغيب، هذه المرة، بطله الرئيسي أبو شهاب بعد أن حدث بينه وبين مخرج المسلسل طلاق فني، أرجعه الفنان سامر المصري، الذي تقمص الشخصية الأساسية في المسلسل، إلى مشاكل بسبب موافقته على أعمال فنية أخرى، في نفس التوقيت الذي كان يصور فيه المخرج الجزء الرابع من المسلسل الذي نال إعجاب الملايين من المشاهدين العرب. الفنان سامر المصري، أكد، في إحدى تصريحاته لقناة روتانا، أنه تلقى عدة انتقادات من طرف زملائه، بسبب نجاحاته التي حققها عبر المسلسل. وإلى جانب ذلك، تدخل الدراما السورية بانتاج مسلسل ''رجال الحسم'' الذي تدور أحداثه حول الصراع العربي الإسرائيلي والجوسسة، من بطولة الفنان باسل الخياط، وغيرها من المسلسلات المتعددة المصرية والسورية التي ستعرف تنافسا كبيرا عبر كل الفضائيات العربية· ''الجزائر نيوز'' أجرت، في هذا الإطار، استطلاع لرأي متتبعي البرامج التلفزيونية خلال هذا، شهر رمضان من خلال عينة من الأشخاص، عبروا عن إعجابهم بالمسلسلات السورية، بالدرجة الأولى، خاصة مسلسل ''باب الحارة'' في جزئه الرابع، حيث صنفوه كأجمل إنتاج سوري، لكنهم تأسفوا، في الوقت ذاته، لغياب الفنان سامر المصري الذي أدى شخصية أبو شهاب، مؤكدين أن دوره كان محوريا، ورغم التطمينات التي قدمها المخرج بنجاح الفنان الذي سيتقمص الشخصية، إلا أن آراء الأشخاص الذين في الاستطلاع بخصوص إمكانية نجاح المسلسل بدون سامر المصري، كانت قاطعة. وتأتي، بعد الدراما السورية التي احتلت المرتبة الأولى لدى شريحة كبيرة من المواطنين، الدراما المصرية، خاصة وأن الفنانة إلهام شاهين عودتهم، ككل مرة، بأدوارها الناجحة، حيث وبعد مسلسل ''قصة الأمس'' الذي عرض خلال رمضان الفارط، تعود هذا العام، مع مسلسل تلفزيوني تحت عنوان ''علشان ماليش غيرك''، هذا بالإضافة إلى عرض بعض القنوات التلفزيونية لمسلسل ''فنجان الدم'' للفنان السوري جمال سليمان، الذي تقمص، مرة أخرى، دور الرجل الشرير، بعد نجاحه في مسلسل ''حدائق الشيطان''· أما عن البرامج الخليجية، فقد اعتمدت، عكس الدراما المصرية والسورية، على الكوميديا، من خلال إعادة عرض أجزاء جديدة لمسلسلات، تعوّد عليها المشاهد أهمها ''بيني وبينك'' و''طاش ماطاش'' وغيرها.. وأمام كل هذه الاختيارات، يبقى المشاهد الجزائري تائها، لكون صناعة الدراما العربية عرفت تنوعا وتطورا كبيرين، وإبداعا مس، بطريقة غير مباشرة، الواقع العربي، من خلال إسقاط مشاكله في قوالب اجتماعية وتاريخية· أما فيما يخص الإنتاج الجزائري، فهو الآخر، عرف إنتاج أجزاء لأعمال سابقة، أهمها ''عمارة الحاج لخضر'' التي ستعود بعنوان جديد وحلة جديدة، لتتحول العمارة إلى سوق، وتحمل السلسلة عنوانا جديدا هو ''سوق لخضر''، بطولة لخضر بوخرص، طبعا· كما ستعود سلسلة ''جمعي فاميلي'' في جزئها الثاني، لمخرجها جعفر قاسم، بالإضافة إلى المسلسل الذي سيعرض خلال هذا الشهر المبارك ''جروح الحياة'' بطولة الفنانة بهية راشدي ومحمد عجايمي ومليكة بلباي·· وغيرهم· وحتى وإن اختلفت آراء المشاهدين بخصوص الإنتاج الوطني، حيث هناك من يرى أنه لا يزال لم يرق، بعد، إلى المستوى المطلوب، فيما عبر آخرون أن البرامج الفكاهية هي الأكثر استقطابا للمشاهد، خلال هذا الشهر، وهناك شريحة أخرى، إنتقدت الأعمال الفنية الجزائرية التي تعرض، بنفس الوجوه، التي تعود عليها المشاهد، لتبقى ''عمارة الحاج لخضر'' أو ''سوق لخضر'' من الأعمال المقبولة والمحبوبة، في نفس الوقت·