أكدت مصادر ل ''الجزائر نيوز''، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان ضمن القادة العرب الذين التقاهم الرئيس العراقي جلال الطلباني على هامش قمة شرم الشيخ الاقتصادية، وأبدوا موافقتهم على المشاركة بأعلى تمثيل رسمي في القمة العربية المقبلة ببغداد، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين برودة شديدة منذ سقوط نظام صدام حسين· بعد أن أثار عقد القمة هناك، سجالا إعلاميا كبيرا، على خلفية طعن دول عربية بشكل غير معلن، في استقلالية السلطات العراقية من جهة، ولدواع أمنية من جهة أخرى، قال المصدر أيضا إن الرئيس جلال الطلباني التقى على هامش القمة العربية الاقتصادية في مصر، إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء السوري ناجي العطري ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير خارجية البحرين خالد بن احمد آل خليفة ووزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، موضحا ''أن هذه اللقاءات التي تناولت استعراض الأوضاع العربية الراهنة وواقع العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وأكد خلالها القادة والمسؤولون العرب مشاركة بلدانهم في قمة بغداد بأعلى مستويات التمثيل''، وهو ما دفع بالعراقيين إلى افتكاك الموافقة الرسمية من هؤلاء، وبناء قراءة جديدة لعلاقة الدول العربية بعراق ما بعد صدام حسين· ومن بين القراءات المهمة، في نظر مصدرنا، هي ''اللقاء الذي جمع الرئيس جلال الطلباني بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إذ يندرج في خانة أهم المحادثات، باعتبار الجزائر دولة محورية في الملف العربي، أولا، ولأنه لم يجر أي لقاء بين المسؤولين الجزائريين والعراقيين من هذا المستوى منذ .''2003 ويأتي وصف المصدر للقاء بهذه الطريقة، في ظل برودة شديدة تعرفها العلاقات بين بغداد والجزائر إثر سقوط النظام العراقي السابق واغتيال الدبلوماسيين الجزائريين عز الدين بلقاضي وعلي بلعروسي اللذين لا تزال جثتيهما مفقودة إلى حد الآن، مع وجود اللجنة الثنائية بين البلدين قيد ''التجميد''، علاوة على اكتفاء الجزائر بتمثيل دبلوماسي من الأردن، لكي يتكفل بانشغالات الجالية هناك، غير أن المصادر تنظر إلى وجود سفير عراقي مفوض فوق العادة بالجزائر من أهم المؤشرات على أن الجليد بين البلدين بدأ في ذوبان متسارع جدا، خاصة مع اللقاء الأخير للرئيس جلال الطلباني بنظيره الجزائري· وإذا كانت الخارجية العراقية لم تعلن عن أية تحفظات عربية على المشاركة الرسمية في قمة بغداد المزمع انعقادها في 23 مارس المقبل ببغداد، لا من حيث التاريخ ولا الموقع ولا التنسيق مع جامعة الدول العربية، فإن مستوى الحضور الدولي المتوقع في قمة بغداد وحجمه يبقى منوطا بأصول التشاور مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية·