تواجه القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري، في العاصمة السورية دمشق جملة من التحديات، أبرزها أزمة انتخاب الرئيس اللبناني، بالإضافة إلى الخلافات العربية العربية المعهودة ويدور الجدل حاليا، حول حجم التمثيل في هذه القمة في ظل تقارير تتحدث عن غياب محتمل لزعماء وقادة بسبب موقفهم من سوريا المتهمة بعرقلة انتخاب الرئيس اللبناني. وعلى رأس الغائبين المحتملين ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.. وقد تلقت السعودية دعوة رسمية من سوريا لحضور القمة العربية المقرر عقدها في 29 و30 مارس. وأكد السفير السوري في الرياض احمد نظام الدين أمس الأحد، أن وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الأحمر بشار الشعار وصل إلى الرياض مساء السبت، لتسليم الدعوة من الرئيس بشار الأسد إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز لحضور القمة. وقال السفير السوري إن الوفد الذي يضم مدير المكاتب الخاصة في وزارة الخارجية بسام الصباغ سلم الدعوة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.. وكان مصدر سعودي رسمي أكد الاثنين الماضي، لوكالة الأنباء الفرنسية أن السعودية ستحضر القمة العربية في دمشق "من حيث المبدأ" من دون أن يحدد مستوى التمثيل، إلا أن مصدرا خليجيا مسؤولا صرح أن المملكة ودولا خليجية أخرى تشترط توجيه دعوة للبنان لكي تحضر القمة.. وتشهد العلاقات السعودية السورية توترا بسبب الأزمة السياسية في لبنان، حيث تدعم الرياض الأكثرية النيابية في مواجهة المعارضة المدعومة من دمشق وطهران. يشار في هذا السياق أيضا، إلا أن السعودية لم تعلن عن تعيين سفير جديد لها في دمشق خلفا لسفيرها الذي غادر سوريا بعد انتهاء عمله الشهر الماضي.. من جهة أخرى، مايزال لبنان لم يتلق دعوة رسمية لحضور قمة دمشق. وتنتظر السلطات السورية موعد الحادي عشر من الشهر الجاري، حيث سيعقد البرلمان اللبناني جلسته السادسة عشر لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية. وفي الوقت الذي تشكك عديد من الأوساط إمكانية نجاح الفرقاء اللبنانيين في تجاوز خلافاتهم هذه المرة والاتفاق على انتخاب الرئيس، ذكرت مصادر سورية مطلعة لصحيفة "الحياة" اللندنية الأحد، أن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في لبنان في الجلسة البرلمانية القادمة يعني أن سوريا ستوجه الدعوة إليه، وأن عدم انتخابه يعني أن الدعوة ستوجه إلى لبنان عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحيث يقرر اللبنانيون من يمثلهم في القمة، في حين ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن الرئيس السوري اقترح على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المكلف بتنفيذ مبادرة عربية لحل الأزمة، أن يتم انتخاب رئيس للبنان شرط قيام حكومة انتقالية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.. وفي إطار الجدل الدائر داخل لبنان حول من سيمثل البلد في قمة دمشق، نصح رئيس الوزراء السابق سليم الحص حكومة فؤاد السنيورة أن ترسل العماد ميشال سليمان إلى القمة كونه، الشخص الماروني المتوافق عليه. ورأى الحص أن جلسة الانتخاب في 11 مارس، ستؤجل إلى ما قبل انعقاد القمة العربية، مشيرا في تصريحات للصحف اللبنانية إلى أن الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات.. وأكد أن أمريكا لا تريد الحلّ.. وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي لا تعترف المعارضة اللبنانية بشرعيته أعرب عن استعداده للذهاب إلى دمشق والمشاركة في القمة.. وفي ظل الانسداد الذي يشهده الملف اللبناني مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية، عقد وزراء خارجية إيران وعمان وقطر وسوريا اجتماعا لم يعلن عنه في دمشق. وقالت مصادر في سوريا إن الوزراء الأربعة اجتمعوا في مطعم قريب من المطار الدولي لدمشق وأن وزيري خارجية إيران وقطر غادرا دمشق فور انتهاء الاجتماع مباشرة، إلا أن مصدرا في الخارجية السورية نفى ما تناقلته وكالات الأنباء عن استضافة دمشق اجتماعا رباعيا..على صعيد آخر، كشفت صحيفة "المدى" العراقية في عددها الصادر أول أمس، عن أن الرئيس العراقي جلال طالباني لن يشارك في القمة العربية. وأرجعت الصحيفة التي يرأس تحريرها مستشار الرئيس فخري كريم السبب إلى انشغال طالباني ببعض الملفات الداخلية الخاصة، لكن مصادر أكدت أن موقف الرئيس العراقي جاء بعد تحفظ الحكومة السورية عن المشاركة في أعمال المؤتمر ال 10 لاتحاد البرلمانيين العرب الذي ينعقد في ال 11 من الشهر الجاري، بمدينة اربيل العراقية الشمالية..