تشتكي الطالبات القاطنات بالإقامة الجامعية ''مدوحة'' بمدينة تيزي وزو من تدهور الوضع العام بحيهم وتسجيل نقائص ومشاكل بالجملة أثقلت كاهلهن وجعلتهن يعشن يوميات قاسية تطبعها المعاناة، حيث تعمد الكثير منهن للجوء إلى الإقامات الجامعية الأخرى للبحث عن مأوى لدى صديقاتهن، وقد طرحت القاطنات مشكل غياب التدفئة في العديد من الغرف، وتردي الوجبات الغذائية كماً ونوعاً وغياب النظافة ونقص حافلات النقل الجامعي··· وغيرها من النقائص التي تواجهها الطالبات منذ سنوات دون أن يتم إيجاد حلول لها· تكاد الإقامة الجامعية للبنات ب ''مدوحة'' تفقد كل معالم وصورة الهيكل الاجتماعي والبيداغوجي الذي يأوي الآلاف من الطالبات، وهذا بسبب الوضعية المزرية التي آلت إليها معظم الأجنحة وغيرها من المرافق التابعة لها، التي تعرضت للتآكل وتشققات وتصدعات· وزاد تردي وضعها أكثر الأشغال الترقيعية التي تقوم بها المؤسسات المكلفة بإعادة الترميم التي سرعان ما تعود إلى تدهورها، بالرغم من أن هذه الإقامة استفادت السنة الماضية من غلاف مالي فاق 4.5 مليار سنتيم مخصص لإعادة الترميم، ولم يمر على أشغال إعادة الترميم سنة حتى تدهورت المرافق من جديد، ليجد المسؤولون حججا متكررة، ويرجعون أسباب تردي وتدهور الوضع فيها إلى قِدمها كونها تعتبر الإقامة الجامعية الأولى للبنات بتيزي وزو التي شيدت في سنة .1978 وفيما يخص المشاكل التي تواجهها طالبات الإقامة الجامعية ''مدوحة''، أكدن أن مشكل غياب التدفئة في العديد من الغرف يؤرقهن، حيث يواجهن معاناة حادة نتيجة البرودة الشديدة التي تتميز بها المنطقة· وبهدف مواجهة هذا الوضع، تلجأ الطالبات إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان من الحجم الصغير والمقومات الكهربائية لتوفير التدفئة، وأشارت الطالبات إلى أن هذه الأخيرة تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة عن الأجنحة نظرا لاستخدامها المكثف، وهو ما يزيد من معاناتهن، حيث أصبحن يعانين إما البرد وإما من الظلام· وطرحت القاطنات أيضا مشكل انعدام النظافة داخل وخارج الأجنحة، فالحي -حسبهن- يعرف انتشارا كبيرا للأوساخ، حيث يؤكدن أن القمامات أحيانا تبقى داخل الحي ومنتشرة في كل مكان· إضافة إلى ذلك، كشفت الطالبات أن أشغال إعادة ترميم الحمامات والمراحيض كانت رديئة جدا، وأكدن أن تسرب المياه القذرة داخل الحمامات والمراحيض وحتى في بعض الأروقة عادت من جديد، كما أشرن إلى أنه يكاد يستحيل عليهن استخدام هذه المرافق، إذ لم تخف الكثيرات منهن في شهاداتهن ل ''الجزائر نيوز'' أن القاطنات يبحثن في مختلف الطوابق والأجنحة عن مراحيض وحمامات صالحة لاستخدامها· وإلى جانب ذلك، اعترفت الطالبات أن المطعم الجامعي داخل حي ''مدوحة'' أصبح في أوضاع مزرية، حيث ذكرن مشكل رداءة الوجبات الغذائية كماً ونوعاً· ''الوجبة الغذائية التي تقدم في المطعم لا تسمن ولا تغني من جوع'' حسب تعبير إحدى القاطنات، أضف إلى ذلك مشكل غياب النظافة داخله· أما فيما يخص النقل الجامعي، فقد أكدن أن الحافلات المخصصة قليلا جدا مقارنة بعدد الطالبات القاطنات في الحي، وأن معظمها قديمة جدا وتعاني من اهتراء كبير، فهي تتعرض -حسبهن- في معظم الأحيان إلى أعطاب في منتصف الطريق، ما يحرّمهن من الالتحاق بمقاعد الدراسة في الوقت المحدد· والشيء نفسه يحدث خلال عودتهن إلى الحي مساء· ولا تنتهي معاناة الطالبات عند هذا الحد، حيث أكدن أنهن يواجهن مشاكل كبيرة في قاعة الأنترنت، لأن الربط بالشبكة ينقطع باستمرار، ما يحرمهن من استغلال هذه الوسيلة التكنولوجية في إعداد البحوث العلمية ومذكرات التخرج· هذا، وقد اعترفت المحتجات أنه، ونظرا للمشاكل والنقائص الكبيرة التي يعيشها الحي، والتي يصعب احتمالها لاسيما منها البرودة وغياب النظافة، دفعت بالعديد من القاطنات إلى التوجه إلى مختلف الإقامات الجامعية الأخرى للبنات للبحث عن مكان لدى صديقاتهن هروبا من المعاناة القاسية والبحث عن حياة أفضل الذي من شأنه أن يقلل من معاناتهن ويساعدهن على التحصيل العلمي· هذا، وتتساءل القاطنات عن أسباب تجاهل المسؤولين لمجمل المشاكل والنقائص التي تعيشها إقامتهم الجامعية، بالرغم من المطالب المتكررة التي رفعت وقدمت لإدارة الإقامة، وكذا لمديرية الخدمات الجمعية وسط، ليتواصل كابوس المعاناة والطالبات يدقن ناقوس الخطر·