إلتقى، نهاية الأسبوع المنقضي، بمقر دائرة الوادي ممثلو أحياء الجهة الجنوبيةبالوادي مع رئيس الدائرة للتعبير عن استيائهم وتذمرهم من التهميش التنموي الذي يعانونه منذ عهد انتخابية عديدة إلى غاية اليوم منددين بالحقرة والتمييز حسب عدد من سكان أحياء حي الشهداء، 18 فيفري، الحرية، النسيم والسعادة· وقد ندد ممثلو هذه الأحياء بالأوضاع المعيشية المزرية والصعبة التي يواجهونها يوميا والتي كادت أن تحول أحياءهم إلى قرى نائية على حد تعبيرهم جراء افتقارها لأدنى ظروف وشروط الحياة الأساسية، ويأتي في مقدمة الانشغالات التي عرضوها على رئيس الدائرة خلال هذا اللقاء مشكل الماء الشروب الذي لا يصل إلى كافة السكان بسبب محدودية التدفق حيث لا تتعدى مدته ساعة واحدة في اليوم وأحيانا أقل، ناهيك عن غياب وسائل النقل الجماعي ما يحتم على بعضهم اللجوء إلى سيارات الأجرة ودفع أزيد من 100 دج، الأمر الذي يثقل كاهلهم، وإن وجدت وسائل النقل فإنها لا تخلو من الفوضوية وعدم العمل بشكل دائم جراء انعدام الرقابة والمتابعة الصارمة· كما كشف ممثلو الأحياء عن انعدام التهيئة بالجهة المذكورة كانعدام الإنارة العمومية، ما ينتج عنه أخطار كثيرة نتيجة الظلام الذي يتسبب في ارتفاع الإصابة بلسعات العقارب، كما أن معظم الطرقات مهترئة ولم تستفد منذ إنجازها من التهيئة· من جهة أخرى، لم يخف عدد من أولياء التلاميذ بهذه الأحياء أن مدارسهم تعاني من نقص في عدد الأقسام نجم عنه اكتظاظ بالأقسام، إلى جانب غياب الوجبات الساخنة بالمطاعم المدرسية ما يؤدي إلى تدني نتائج التحصيل وسط التلاميذ، في الوقت الذي أشار فيه أحد المتحدثين إلى تدهور الوضع الصحي بالجهة كون مصلحة الاستعجالات الطبية الوحيدة الكائنة بحي الشهداء تفتقر لأدنى الخدمات، ما يضطر المرضى وذويهم للتنقل إلى بلدية البياضة المجاورة لتلقي العلاج· وفي السياق ذاته، كشف هؤلاء عن مشروع إنجاز دار للولادة والذي رصد له غلاف مالي يقدر ب 400 مليون سنتيم دون أن يرى النور لحد الساعة· من جهتهم، أشار ممثلو حي 18 فيفري إلى أنه رغم إنجاز هذا الحي قبل أزيد من عقد أي في سنة 1999 إلا أن سكانه مازالوا محرومين من حق الملكية القانونية حيث أنه لم يتم تسوية وضعيتهم في إطار البناء التطوري إلى حد الآن· كما عبر مواطنو حي السعادة وحي النسيم عن قلقهم من انتشار الحشرات الضارة خلال جميع فصول السنة خاصة حشرة الباعوض بسبب وجود 4 غيطان بهذه المنطقة لم يتم دفنها إلى غاية الآن، ناهيك عن كثرة المزابل العشوائية والتلوث البيئي داخل النسيج العمراني بسبب عدم اهتمام البلدية بنظافة هذه الأحياء· وفي معرض حديثهم، أكد هؤلاء أنهم راسلوا الوالي الجديد في شهر نوفمبر 2010 لكنهم لم يتلقوا ردا لحد الساعة، وطالبوا رئيس الدائرة بالنظر في هذه المشاكل وإيجاد الحلول الناجعة في أقرب الآجال بهدف إعادة التوازن التنموي لأحياء جنوب بلدية الوادي التي ظلت حسبهم خارج مجال اهتمام المنتخبين والمسؤولين المتعاقبين لسنوات عديدة· وقد اهتم رئيس دائرة الوادي بعرض ممثلي الأحياء الجنوبية لمدينة الألف قبة، واعدا إياهم بنقل انشغلات السكان إلى والي الوادي خاصة وأن اللقاء يأتي في سياق التوجيهات الجديدة المتعلقة بالتكفل بحاجيات المواطنين والإستماع إليهم على خلفية اللإحتجاجات التي شهدتها عدة ولايات مطلع السنة الجديدة·