الزائر لولاية تمنراست يخيل له، للوهلة الأولى، أنه في منطقة خالية، غامضة، نائية ومعزولة·· لما ينطوي عليه الواقع الصحراوي من صعوبات ونقائص في شتى مناحي الحياة، لكن وبمجرد أن تبدأ التجول في أحيائها وتبلغ قلب مناطقها السياحية تكتشف أن تمنراست هي الولاية التي لا تستبدلها وستبقى تتمنى دائما أن تعود لزيارتها مجددا، فهي تتميز بخصائص طبيعية ساحرة ذات مناظر صحراوية تميزها الجبال والصخور الصامتة والرمال الذهبية العذراء، تزخر هذه الولاية بمناطق خلابة ومعالم أثرية تعود إلى ملايين السنين، فهي تنافس في قطاع السياحة كل مناطق الجزائر وأشهر مواقع السياحة بكل دول العالم، حيث استطاعت أن تسجل كل سنة ومنذ سنة 2000 أرقاما قياسية في عدد السياح الوافدين إليها من كل ربوع العالم، لكن خلال السنتين الأخيرتين تم تسجيل تراجع مقلق في عدد السياح الأجانب نظرا لتردي الأوضاع الأمنية بالساحل الصحراوي وتزايد عمليات الاختطافات التي ينفذها ما يسمى ب ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، لكن رغم ذلك لا تزال الآمال معلقة على تحسن الأوضاع الأمنية ليعاد تفعيل وتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة· يشاع بولاية تمنراست أن كل زائر تطأ قدماه رمالها ويشرب فيها الشاي سيعود حتما لزيارتها، بغض النظر عن المدينة أو البلد الذي يأتي منه، ليس لأن تمنراست منطقة صحراوية وسياحية فحسب، بل لأنها كذلك منطقة ساحرة بصخورها العتيقة الصامتة والساكنة وساحرة برمالها الذهبية، حيث يمتزج سحرها الطبيعي بالواقع الإنساني الذي يتميز به المجتمع الترفي المعروف بالكرم والضيافة.. تعانقها تلك الحكايات والخرافات والأساطير التي يختبئ فيها الجن والوهم خلف كل صخرة من صخورها المتتابعة، ووراء كل حبة رمل من حبات المنتشرة على طول وعرض الطبيعة الصحراوية العذراء.. هذه الثلاثية تجعل عقل الزائر يستمتع في صمت بداخله ويعجز عن التعبير عما يراه وما يعيشه، وتولد فيه هذه الإثارة الطبيعية والإنسانية صورة ملائكية تترك انطباعا يبهر العقل والنفس في آن واحد ويقول أن الزائر لولاية تمنراست ومناطقها لن يندم أبدا على زيارتها· طبيعة عذراء تسلب العقول أول ما سيشد انتباهك وأنت تتجول في مناطق تمنراست، الطبيعة العذراء الجذابة باسمها الحقيقي واللائق، فأنت تمشي وتسير، تغرق بدون إرادتك في عمق رمالها وتعلو مع قمم صخورها وجبالها، هي صور تنسيك صخب المدينة وضجيج السيارات ومشاهد العمارات، تشعر وكأنك في عالم هادئ صامت، ترحل فيه عيناك بعيدا لتنقل صورة واحدة هي ''راحة البال والعقل''، وعندما تتعمق في مواقعها السياحية تكتشف أن تمنراست هي من أكبر الولايات توفرا على التراث الطبيعي والإنساني والتاريخي والثقافي الذي يعود إلى ملايين السنين، تميزها تلك النقوش والرموز والرسومات على الصخور والتي تشهد على أنك في منطقة عريقة وغنية بموروث مادي وغير مادي· أما الإحساس الثاني الذي ينتابك وأنت بولاية تمنراست فهو الشعور بأنك لست غريبا عن المنطقة، ولست دخيلا عنها، بل تشعر وأنك جزء من المجتمع الترفي الصحراوي الذي يحمل في أعماقه سمة واضحة هي ''الكرم والضيافة''· الأهفار·· رمز طبيعي، تاريخي وتراثي من الناحية الجغرافية تنقسم ولاية تمنراست إلى منطقتين رئيسيتين، الأولى تسمى ''تيديكلت'' وعاصمتها عين صالح التي تقع على بعد 700 كلم شمال مقر الولاية، وهي على شكل واحة تزخر بثروات طبيعية وطاقوية هامة، أما المنطقة الثانية فهي ''الأهفار'' والتي تعتبر رمزا طبيعيا، تاريخيا وتراثيا للولاية حيث أخذت منها تسمية لعاصمتها ''الأهقفار''، وتتميز هذه المنطقة بسحر مرتفعاتها الجبلية على طول سلسلتها التي تبلغ أعلى قيمة جبلية فيها 3003 متر وتسمى ''تاهات أتاكور'' وبلغة التوارف تعني ''الرأس'' وصنفت كأعلى قيمة جبلية في الجزائر، وتعتبر منطقة الأهفار مقصدا للباحثين والعلماء المختصين في الدراسات العظمية للحيوانات المحلية التي عاشت في المنطقة قبل مئات آلاف السنين، وكذا للمختصين في الكتابات الحجرية، فالزائر إليها يكتشف تلك الصور والأشكال المتعددة من الرسومات المنقوشة على صخورها وفي كهوفها الصخرية والتي لا حصر لها، ويجد أيضا أجساما مصنوعة من الحجر تجسد أجسام الحيوانات القديمة التي نحتها ورسمها الإنسان البربري القديم، وحسب السيد ''محمد أغاغ بهاغ''، وهو من أحد العارفين بخبايا السياحة في ولاية تمنراست فإن منطقة الأهفار تعد من أغنى المناطق الصحراوية من حيث الموروث الثقافي والتاريخي باعتبار أن عمر المنطقة يتراوح بين 700 سنة ومليون سنة، وقدتركت هذه الفترة موروثا تاريخيا وثقافيا ماديا وغير مادي معتبر، ويبرز هذا التراث، حسب دليلنا السياحي، في ثلاثة مراحل عاشتها منطقة الأهفار في العصر الحجري، كاشفا أن المنطقة تضم مواقع أثرية تحتوي على بقايا أثرية حجرية استعملها وتركها الإنسان منذ مليون سنة ما قبل التاريخ، وحسبه، فإن هذه المواقع الأثرية لا تزال إلى يومنا هذا شاهدة على وجود حياة إنسان، ومن أهم هذه المواقع ذكر محدثنا مواقع كل من ''عرق ثيهوداين'' و''أراك'' و''إيدلاس'' و''ثين تامات''، وأكد على أن ''الرجل البربري هو من قام بالنقش والرسم على هذه الصخور معبرا فيها عن أساطير وخرافات وحكايات ومن خلال هذه الأشكال والرسومات تم استخراج كتابة التيفيناغ''، مضيفا، أن الحظيرة تتوفر أيضا على مواقع أثرية من معالم جنائزية وقبور تتواجد في كل من مناطق ''تيديكلت'' و''أراك''و''إيدلاس'' والتي بحسبه تنقل حقبة تاريخية مغايرة عن الأخرى وهي مرحلة فجر التاريخ· وبعد إجراء عدة دراسات علمية أثرية على هذا الموروث الطبيعي والتاريخي والثقافي الثري قامت منظمة ''اليونيسكو'' بتصنيف منطقة الأهفار كحظيرة وطنية ضمن التراث العالمي المحفوظ، وبعدها قامت السلطات الجزائرية بتأسيس مؤسسة تسمى ''ديوان الحظيرة الوطنية للأهفار'' هدفها الحفاظ على الموروث البيولوجي. وحسب ما أكد مديرها السيد ''فريد إيغيل أحريز'' ل ''الجزائر نيوز'' فقد تم إبرام عدة اتفاقيات دولية مع معاهد وهيئات عالمية أهمها اتفاقية برنامج الأممالمتحدة للتنمية وهي اتفاقية شاملة تتضمن جوانب ثقافية وسياحية وطبيعية، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 1987 وإلى يومنا هذا تمكن ديوان الحظيرة الوطنية بالأهفار من جرد كافة الممتلكات بغرض الاستغلال العقلاني لثروات المنطقة· كما كشف محدثنا أن هذه الحظيرة المحمية تملك موروثا طبيعيا مصنفا يتمثل في الحيوانات التي تشمل الثديات على غرار الأروي والغزال، مرجعا أسباب حمايتها إلى انقراض أربعة أنواع من الغزلان وهي ''غزال الريم'' و''غزال لادكس'' و''غزال المهر'' و''غزال أوريكس''، وأرجع مديرة الحظيرة الوطنية للأهفار أسباب انقراض هذه الغزلان إلى الصيد العشوائي وغير القانوني· وأضاف ذات المسؤول أن الحظيرة مهددة أيضا بانقراض العديد من الزواحف التي يتم اصطيادها واستغلالها لأغراض تجارية من طرف عصابات متعددة، أما الطيور فقال محدثنا أن ''صقر الملكي وصقر السهوب هي الأخرى مهددة بالانقراض بسبب صيدها غير القانوني''، مؤكدا أن مؤسسته تبذل كل جهدها للحفاظ على هذا الموروث الحيواني والطبيعي· الطاسيلي·· جبال صخرية صامتة تبهر الزوار والباحثين المنطقة السياحية الأخرى التي تشتهر بها تنمراست هي منطقة ''الطاسيلي'' التي تقع على بعد 220 كلم من موقع الأهفار السياحي، تتميز بجبال صخرية شاهقة ومرتفعة، صورها من بعيد توحي لك في الوهلة الأولى أنك تنظر إلى صورة فوتوغرافية نظرا للطبيعة الصخرية الساحرة التي تضم جبالا وصخورا بمختلف الأشكال، أحد المرشدين السياحيين أكد لنا أن الطاسيلي تضم قصورا مبنية بمادة الصلصال والخزف على طول واد جاف، وهذه الصخور منقوشة وتحمل رسومات تعكس جانبا من صراع الإنسان على مر القرون من أجل كسب قوت يوميه، وحسب مرشدنا السياحي فإن جبال الطاسيلي تكثر فيها الرسومات التي تنقل إنسان يطارد الحيوان لا سيما منها حيوان الغزال، وبيده رمح وأشياء حادة، كما تتوفر على كتابات أثرية لا تحصى، وأشكال ومجسمات متعددة، حيث تشكل سلسلتها الجبلية صور طبيعية لأفواه كلاب مكشرة عن أنيابها، وتشكل أيضا قببا ضخمة وعالية، فهي المنطقة التي تزخر بإرث تاريخي هائل وتتربع على مساحة تقدر بعشرات آلاف الهكتارات، حيث تتوفر على أكبر متحف طبيعي في العالم ولذلك صنفتها منظمة اليونيسكو سنة 1982 تراثا عالميا وخزانا للبحوث العلمية التي تتناول الإنسان والحيوان، وأصبحت قبلة لأكبر وأشهر الباحثين في العالم يأتون من مختلف البلدان بهدف السياحة وكذا لإجراء بحوث ودراسات علمية· جبال الأسكرام·· أروع غروب الشمس في العالم عندما تكون بمدينة تمنراست لا يخلو حديث السياح عن جبال الأسكرام، وعن طلوع وغروب الشمس فيها، فهذه المنطقة أصبحت حاليا القبلة الأكثر استقطبا للسياح، وهذا من أجل الاستمتاع بالمشاهد والصور الطبيعية التي يصنعها غروب الشمس، فعندما تكون في تمنراست ولا تزور هذه المنطقة تكون قد ظلمت نفسك، فرغم ضيق الوقت بسبب كثافة برنامج المهرجان الدولي الثاني لفنون الأهفار إلا أننا قررنا زيارة هذه المنطقة ولو للحظات، وكانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساء عندما غادرنا مدينة تمنراست باتجاه الأسكرام، حيث كانت مركبة ''ستايشن'' تشق بنا عباب رمال ساحرة وصخور نائمة على طول 87 كلم، سلكنا طريق ''عين شبي'' الوعرة والتي تتميز بخليط الرمل بالحجارة، ورغم ذلك فقد كان السير بسرعة فائقة قصد الوصول قبل غروب الشمس، وكان سائقنا السيد ''محمد أمناغ'' في المستوى المطلوب وقد أبدع وتفنن في مداعبة مقود مركبته بطريقة تسمى ''السياقة الترفية'' أي سرعة وتوخي الحذر لتفادي الوقوع في الحفر والرمال، وهذا بعيدا عن إشارات المرور والازدحام، بل السير في صحراء واسعة وفي طرق ملتوية ومتعددة.. وصلنا إلى جبال الأسكرام ربع ساعة قبل غروب الشمس وكان التأخر بسبب التوقف في العديد من المرات للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة والفريدة من نوعها، حيث صادفنا في طريقنا أشكال صخرية كالحيوانات مثل الفيلة والجمال، وأخرى تشبه الكلاب والأسود، وقبل وصولنا إلى الأسكرام بحوالي 20 كلم صادفنا صخرة مثل جسم السمكة وتقابلها صخرة أخرى تشكل أصابه اليد، وأول صورة تشد انتباهك وأنت في الفترة المسائية بجبال الأسكرام هي قروب الشمس من غروبها حيث تشاهد كل السياح ينظرون إليها ويستمتعون بغروبها السحري المبدع والذي يشكل ألوانا مختلفة في تلك السماء الصافية التي تخللتها بعض السحوب، زادت من جمال وروعة غروب الشمس، فالتقاط الصور في هذه المنطقة أكثر من التقاطها مع أشهر الشخصيات الفنية أو الكروية في العالم، وأنت تشاهد هذه الصور تشعر أنك في أحلام وفي مكان خيالي غير حقيقي، لكن مباشرة بعد أن تختفي الشمس كليا تدرك أنك في تمنراست.. غادرنا منطقة الأسكرام في نفس الليلة وتركنا وراءنا العديد من السياح الأوروبيين الوافدين إلى المنطقة للسياحة وكذا لزيارة كنيسة مسيحية بناها ''الأب فوكو'' في بداية القرن العشرين، وهو المكان الذي يحج إليه خصوصا الإسبان والألمان· ضريح تينهينان·· إياك أن تزور تمنراست وتنسى ملكة وأسطورة قبائل التوارڨ يعتبر ضريح الملكة والأسطورة ''تينهينان'' من بين أهم المعالم الأثرية التي تتوفر عليها تمنراست، حيث سكنت قلوبنا رغبة جامحة لزيارتها قصد إكمال زيارتنا لهذه الولاية البريئة براءة الطفل الصغير.. يتواجد ضريح تينهينان بمنطقة أبالسة على بعد 80 كلم عن مدينة تمنراست، وقد كان الطريق من مدينة تمنراست إلى ضريح تينهينان مريحا وغير شاق، فهو معبد جيدا، ونحن في طريقنا كانت لنا فرصة التعرف على التسميات بهذه المنطقة كل من أقنار، أوتول، تيث ودرمول، ومباشرة بعد وصولنا إلى الموقع الذي يحتضن ضريح تينهينان والذي تشاهده من بعيد شعرنا أننا في حقبة تاريخية قديمة نظرا للطريقة التي هيئ بها الضريح، حيث تم التكفل به قصد حمايته بعدما تعرضت حجارته للنهب والإهمال في وقت سابق، هذا بالرغم من أن الجثمان الافتراضي ل ''تينهينان'' يوجد حاليا بمتحف الباردوبالجزائر العاصمة، وحسب ما أكده مرشدنا السياحي فإن تينهينان هي ملكة قبائل التوارف عاشت في عدة مناطق من الصحراء الإفريقية الكبرى، قبل أن تستقر في الهفار، وقد حكمت في القرن الخامس الميلادي، وقال أن اسم ''تينهينان'' مشتق من اللهجة المحلية ''تماهاك'' وينقسم إلى جزءين، الأول ''تين'' ويعني ''ناصبة''، والثاني ''هينان'' ويعني ''الخيام'' وجمعها يكون ''ناصبة الخيام''، وأرجع مرشدنا السياحي هذه التسمية إلى كون أن الأساطير والروايات تؤكد أن ''تينهينان'' كانت كثيرة السفر والترحال والتنقل في مختلف مناطق الصحراء، وكشف أن السلطة في العائلة الترفية تستند في تنظيمها الاجتماعي على المرأة نظرا لحكمة ملكة التوارف ''تينهينان''، كما أضاف محدثنا أن الهيكل العظمي المنسوب إلى الأسطورة تينهينان وجد سنة 1925 من طرف مجموعة باحثين مختصين في التراث وعلم الأرض والمعالم الأثرية تحت إشراف العالم ''ريقاص''، كما اكتشفنا بعد دخولنا المعلم الأثري أن الهيكل العظمي للملكة تينهينان متجه نحو الشرق، وأكد المرشد السياحي الذي كان يرافقنا أن الروايات تروي أنه تم العثور مع الهيكل العظمي ل ''تينهينان'' على مجموعة من الحلي وأشياء أخرى، مشيرا إلى أنه في سنة 1926 نقل أثاثها الجنائزي إلى نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أن يحول إلى باريس سنة 1934 وبعدها استقر بمتحف باردو بالعاصمة· وحسب الأسطورة فإن تينهينان جاءت من منطقة ''تافيلالت'' الواقعة حاليا جنوب المغرب الأقصى إلى الهفار رفقة خادمتها ''تاكمات'' وكذا 2100 من العبيد، حيث تزوجت في الأهفار، ويقال أنها سيدة ممشوقة القد، وفاتنة الجسد، طولها يزيد عن المتوسط، وكانت حكيمة وزعيمة وقائدة قوية وبارزة، ويقال أيضا أنها تملك قدرة سحرية في التأثير بخطاباتها· تردي الوضع الأمني في الصحراء يهدد قطاع السياحة بتمنراست المميزات الطبيعية التراثية والسياحية والتاريخية لتمنراست التي جعلتها منطقة تدفق دائمة للسياح من مختلف دول العالم وكذا من الولاياتالجزائرية، حيث تجاوزت مداخيل قطاع السياحة بها السنة الماضية حدود 530 مليون دولار، حيث تم استقبال 9,1 مليون سائح، وفي انتظار تجسيد 440 مشروعا استثماريا سياحيا بالولاية سيتم خلق إلى غاية عام 2015 أزيد من 560 منصب شغل في قطاع السياحة لوحده، ولكن حاليا أصبح مشكل تردي الأوضاع الأمنية بالساحل الصحراوي يطرح نفسه بقوة بسبب زرع ما يسمى''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' لمخاوف وتهديدات خطيرة في المنطقة، حيث أصبحت تستهدف السياح الأجانب وتقوم باختطافهم للمطالبة بفديات من دولهم، ما تسبب في تراجع توافد السياح إلى المنطقة والذي أصبح يرهن قطاع السياحة في تمنراست وغيرها من مناطق الصحراء، وما زاد الوضع تأزما هو التعليمات الرسمية التي صدرت في 7 مارس 2010 والتي تمنع السياح الأجانب من التنقل بين مدينة جانت بولاية إيليزي وتمنراست فرادى أو عن طريق الوكالات السياحية، وكذا غلق موقع الطاسيلي والهفار بسبب الظروف الأمنية المتردية وتلقي تهديدات مباشرة من القاعدة وهي التعليمة التي تم تداولها بسرعة البرق بين الوكالات السياحية بالمنطقة، كما لم يخف مدير الحظيرة الوطنية للأهفار السيد فريد إيغيل أحريز، أن واقع السياحة بولاية تمنراست مرهون بتوفير الأمن في المنطقة، كاشفا أن الحظيرة سجلت تراجعا كبيرا ومقلقا في عدد السياح الأجانب،، لكنه أشار إلى أن المخاوف والتهديدات غير مباشرة عكس مناطق النيجر ومالي· ومن جهة أخرى علمنا من مصدر ناشط في السياحة بتمنراست أن أزيد من 125 وكالة سياحية بولايتي إيليزي وتمنراست قامت بمراسلة وزير السياحة يطالبونه بضرورة إعادة النظر في هذا القرار، مشيرين إلى تأثيرات التعليمة على النشاط السياحي، ووصفوها بأنها قرار بوليسي سيقضي على السياحة بالجنوب· هذا واكتشفنا أنه ورغم هذه التعليمة إلا أن السياح لا يزالوا يتوافدون على المناطق الممنوعة ويتحدون تهديدات القاعدة، حيث فسر المتتبعون للشأن السياحي في الصحراء الجزائرية هذه المجازفة بتأثير سحر الصحراء وجمالها الطبيعي ما يجعل السائح ينسى هذه المخاطر من أجل الاستمتاع بالطبيعة الصحراوية الهادئة والتي لا تتكلم إلا سياحة ومتعة·