الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمنراست بعيدة بموقعها قريبة بحضارتها
طبيعة عذراء ومشاريع تنموية طموحة
نشر في المساء يوم 03 - 03 - 2009

يخيّل إليك وأنت في تمنراست أنك وسط بحر عميق بلون رملي، تزينه أمواج صخرية ثابتة منها من يبلغ طوله أمتارا عديدة وأخرى كثيرة شاهقة تزيد عن آلاف الأمتار وتحلق فوقها طيور من شتى الأصناف، هاهي نقوش ورسومات تؤكد عراقة المنطقة ومعالم أثرية عذراء تخلد في طبيعة خالية، وماذا عن غروب الشمس هناك وهو الذي لا يضاهيه مغيب في كل العالم؟ وهل هناك أجمل وأكبر من المتحف الطبيعي في العالم بالطاسيلي؟. تمنراست المدينة التي تسع بلدا، تمنراست الجميلة، الساحرة، الكتومة، الغامضة، الجذابة كامرأة تدفعك في أن تقول انك تدرك عنها الكثير ولكنك لا تعرف إلا ما أرادت هي أن تعرفه عنها وهل ما كشفته هو الحقيقة فعلا؟.
كانت زيارتي إلى تمنراست في إطار الطبعة الأولى لمهرجان الأغنية والموسيقى الأمازيغية الذي عرفته المنطقة في آخر السنة الماضية، وكان ذلك بالطبع فرصة رائعة للتعرف على ولاية من الجنوب العريق وأي ولاية؟ تمنراست التي تتميز بخصائص لا شبيه لها في اي ولاية من أرض الجزائر، بل في كل رقعة من هذا العالم، تمنراست التي تحيط بها الأساطير ويختبئ فيها الجن خلف كل صخرة وبين كل حبات الرمل. ها أنا أحط قدميّ على أرض تمنراست، أتراها سترحب بي أم تراني دخيلة على طبيعتها العذرية؟، لم أسأل نفسي كثيرا، لقد قررت أن أغادر العاصمة بكل ضجيجها وأن أزور عاصمة الأهقار الشامخة التي وإن كانت تنظر إليّ في صمت وتطلب مني بدون كلمات أن أحافظ على معالمها التاريخية العريقة جدا فإنها أيضا تحمل في أعماقها رسالة ضمنية عنوانها: "الضيافة والكرم".
زيارة تمنراست ليست بالأمر المعتاد، نظرا لبعدها الشاسع عن الجزائر العاصمة، (1970كلم )، فهي فرصة قد لا تتكرر في القريب العاجل ولكن زيارة كل شبر من المنطقة في مدة زمنية قصيرة يدخل في خانة شبة المستحيل بسبب مساحتها الواسعة جدا والتي تقدر ب 557906.25 كلم مربع، أي 23 بالمائة من التراب الوطني. تقع عاصمة الأهقار في أقصى الجنوب الشرقي من الوطن ورقيت إلى ولاية سنة 1974، كما تضم حاليا 7 دوائر و10 بلديات وتتكون تضاريسها من منطقة التيدلكت شمالا والأهقار جنوبا.
تمنراست...تيديكلت والأهقار
تقع منطقة تيدلكت شمال تمنراست وعاصمتها عين صالح وتبعد عن الولاية ب 650 كلم وتشمل البلديات التالية عين صالح، فقارة، الزوى وعين غار، ويقال إنه تم تعمير هذه المنطقة ابتداء من القرن 16 حيث أصابت مجاعة أهل عزي المرابطين ببودة بأدرار فذهبوا يبحثون عن مكان آخر يؤويهم واستقر مقام بعضهم بنواحي عين صالح ويرجع أصل أهل عزي إلى سيدي محمد بلحنافي ابن علي بن أبي طالب. بالمقابل يعتبر الأهقار إقليما شاسعا يغطي مساحة تقدر ب 375.000 كلم مربع، وهو عبارة عن سلسلة جبلية يحدها من الشمال سهل تيديكلت والهضاب الصحراوية والتينيري في الجنوب والتنزفت في الغرب وتستقر في وسطه جبال الأتاكور. وقد أثبتت الدراسات العلمية وجود مخلفات بقايا إنسان عاش ما قبل التاريخ أما عن أصل الطوارق سكان المنطقة، فيقال حسب بعض الروايات الشفهية المتداولة بين سكان الأهقار أنه حين وصل أسلافهم من الطوارق إلى الأهقار واستقروا بالمنطقة وجدوا الأرض عامرة بقوم يعرفون بالأسباتن يسكنون الجبال ولا يعرفون تربية الجمال، ويقال أيضا أنه كان من بين هذا الشعب أصحاب حرفة متميزين مثل أمامن وابن أخته الياس مؤسسي فن النحت والرسم الصخري، وتوجد العديد من الروايات حول أصل قبائل الأهقار، ولكن تبقى الشخصية التاريخية تنهينان السلف الأمومي لكل القبائل النبيلة والملكة الأولى لمملكة الطوارق.
تمنراست الحضارة والتاريخ
تفتخر ولاية تمنراست بعراقة تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 600 ألف سنة إلى ذلك الزمن البعيد حيث ظهر الإنسان البدائي وشيد حضارة راقية عرفت أوجها في صحراء الجزائر وازدهرت قبل حضارة الفراعنة ب 5000 سنة وتشهد على ذلك الرسومات والنقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة والتي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت وهي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق للفترة ما قبل التاريخ ولذلك صنفت "اليونسكو" الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي المحفوظ، ونشأت مدينة تمنراست في مطلع القرن التاسع عشر بحلول قوات الاستعمار بعد معركة تيت وقد ظهرت أولى معالم الانتقال من البداوة إلى الاستقرار في حدود سنة 1855 حين بادر حاج أحمد آق حاج البكري (الحاكم)، الى جلب بعض المزارعين من توات (أدرار) لنشر الزراعة بأدلس.
ضريح تينهينان، معلم أثري
لم يكن من الممكن الذهاب إلى تمنراست دون إلقاء التحية على الملكة تينهينان في قصرها بالأبالسة الذي يبعد عن تمنراست ب 80 كلم، حتى ولو كان جثمانها الافتراضي في متحف باردو بالعاصمة.
وتقول الأسطورة أن تينهينان جاءت من التافلالت إلى الهقار مصحوبة بخادمتها تاكمات ومجموعة من العبيد ووصلوا إلى الأهقار، وهناك تزوجت تينهينان وتاكامات واستقرتا في الأبالسة ويقال أن تينهينان أنجبت بنتا وانحدر منها "الكل غلا" أي "النبلاء"، أما تاكامات فأنجبت بنتين انحدر عن الأولى "الدق غالي" وعن الثانية "آيت لوين".
ووجد الهيكل العظمي المنسوب إلى تينهينان سنة 1925 تحت إشراف العالم ريقاس وتم حفر ضريح الملكة بالأبالسة على ارتفاع 914 متر وعلى بعد 80 كلم عن تمنراست، وكان الهيكل نائما على الظهر متجها نحو الشرق وبرفقته مجموعة من الحلي وأشياء أخرى وفي سنة 1926 نقل الأثاث الجنائزي إلى نيويورك وفي سنة 1934 إلى باريس إلى أن استقر بمتحف باردو بالعاصمة. وقد كان الطريق من عاصمة الأهقار إلى الأبالسة غير شاق بالمرة فهو في أغلبه معبد تماما وكان فرصة أخرى للتعرف على مناطق أخرى تفصل بين المدينتين وهي: أقنار، أوتول، تيت ودارمول، وعند صولنا إلى قصر تينهينان التقينا بحارس الضريح مالكاك كونا الذيالح على عودة جثمان الملكة تينهينان إلى ديارها مع ضرورة توفير إمكانيات الحفاظ على هذا الإرث الإنساني العظيم وأضاف مستطردا: "الحمد لله أصبح الناس يدركون أهمية هذا المعلم الأثري بعدما كان قد تعرض إلى نهب حجارته، ونطالب أيضا-يضيف المتحدث- بترميم قصر ملكتنا وتوفير الإنارة والماء بالمكان".
من جهته، أوضح مدير الثقافة لتمنراست السيد فريد بقباقي أن ترميم موقع تينهينان غير وارد في هذه الآونة، واستبعد استرجاع ضريح الملكة بحكم عدم توفر الجانب التقني للحفظ والحماية. وفي طريق العودة، توقفنا بأقنار حيث توجد حظيرة تابعة للحظيرة الوطنية للأهقار، وكم جاءت هذه الاستراحة في الوقت المناسب حقا، وهي تحمل دعوة إلى استجمام كل من يشتكي من إرهاق نفسي وجسدي من تعب المدن وضجيجها، فأقنار وكل رقعة من تمنراست تقدم لك وصفة مجدية جدا في شفائك من كل داء مرده الإرهاق من خلال مناظر طبيعية جد رائعة، ها أنت في أقنار تسمع صوت الرياح الخفيفة لشدة هدوء المكان وهاهي الصخور المتنوعة تتناثر هنا وهناك وتدعوك إلى أخذ صور معها وكأنها تخرج أخيرا من صمتها وعزلتها وتشاركك فرحتك بها ولكنها سرعان ما تعود إلى عهدها وهنا عليك باحترامها وتوديعها إلى لقاء آخر.
أسكريم... عندما تبدع الشمس في غروبها
أيا كان يعرف أنك في تمنراست يطرح عليك السؤال التالي: "هل ذهبت إلى أسكريم، هل شاهدت غروب وطلوع الشمس بأسكريم؟"وإياك أن تجيب بلا، فبدون زيارة هذا الجبل الذي يبلغ علوه حوالي2800 متر، تكون حقا قد قصرت في حق نفسك، ويعتبر هذا الجبل مقصدا مهما للسياح فهو بالإضافة إلى كونه يضم أجمل غروب وشروق الشمس في العالم، فهو يضم كنيسة بناها الأب فوكو الذي عاش في بداية القرن العشرين في تمنراست وأسس قاموسا حول الثقافة الترقية التي هي في الأصل ثقافة شفهية، ويعيش حاليا في الكنيسة ثلاثة قساوسة من فرنسا، اسبانيا وبولونيا، ويعتبر هذا المكان بمثابة حج بالنسبة للمسيحيين الذين يتجهون إليه بكثرة.
التوجه إلى أسكريم ليس بالأمر السهل فهو يتم من خلال طريق غير مرصوف على مسافة تقدر ب 80 كلم، وتستغرق الرحلة أكثر من ساعتين وتتخللها مشاهد رائعة وعجيبة من بينها أشكال جبلية تشبه الأسد وأخرى الفيل وثالثة السمكة ورابعة أصبع الإبهام، وغيرها، علاوة على كل الصخور المزينة للطريق والتي توحي بأنك على سطح القمر، وعلى مقربة الأسكريم يوجد نهر تزيد مياهه في فترة الصيف وتسبح فيه الأسماك ويعتبر فضاء مناسبا جدا للتوقف فيه من عناء السفر ولم لا الجلوس قرابة النهر والتمتع بالأكل والاسترخاء، أيضا يمكن رؤية من أسكريم جبل الطاهات الذي يزيد ارتفاعه عن 3000 متر، كما تضم المنطقة محطة للأرصاد الجوية.
صحراء الطاسيلي.....تأكيد لعراقة المنطقة
يمثل الطاسيلي الحزام الخارجي للأهقار ويتكون من تشكيلات جيولوجية رائعة تعود إلى العصر الجليدي الأول ويضم كل من مودير بالشمال، طاسيلي ناجر في الشرق والجنوب الشرقي طاسيلي ناهقار بالجنوب والأسجراد والأهنات في الغرب والشمال الغربي.
يقع الطاسيلي ناجر في هضبة عالية قاحلة ترتفع ب 1000 متر على سطح البحر. تمتد هذه الهضبة على شريط يبلغ طوله 800 كلم من الشمال إلى الجنوب و50 إلى 60 كلم من الشرق إلى الغرب وتوجد بهذه المنطقة قمم صخرية حادة تعبر عن آثار المدن التاريخية القديمة الأولى. وقد نحتت هذه التضاريس تحت تأثير المناخ عبر الزمن. وتوجد بطاسيلي ناجر رسومات ونقوشات تطورت عبر الأزمنة حيث عرفت أشكالا ومحتويات مختلفة تتمثل في عمليات الصيد، في الرقص والعبادة.
السياحة.... عصب المنطقة
يزيد عدد السياح في تمنراست في احتفالات عيد السنة الجديدة ولكن السياحة لا تعني توفر مناظر طبيعية رائعة وحسب بل يعني كذلك تخصيص الإمكانيات اللازمة مثل الفنادق والمطاعم المقبولة إن لم نقل الراقية، وهو ما أكده لنا السيد زونغا مختار مدير الوكالة السياحية "أكار أكار" بتمنراست، الذي قال أن السياحة في الجنوب عرفت ازدهارا بعد استقلال الجزائر حيث وصل عدد السياح إلى مائة ألف سائح في العام، وأضاف أنه بدأ في عالم السياحة منذ سنة 1972مع المرحوم محمد شريف خيراني فقد كانا يعملان مع 40 سائحا فقط ومن ثم شمرا على أيديهما واعتمدا على نفسيهما في عملية الإشهار، وأصبح هناك سياح معتادون لزيارة تمنراست غير آبهين بالتهديدات المزعومة حول الأمن في الجزائر لأنهم يعلمون أن المنطقة آمنة- يضيف زونغا-.
وقال المتحدث أن هناك أنواعا عديدة من الرحلات التي تنظمها الوكالة وهي الرحلات مشيا على القدمين، رحلات على الجمال، رحلات على سيارات تويوتا ورحلات حج نحو الكنائس ويرافق السياح مرشدون وفي آخر الرحلة يحضر السياح إلى فضاء تابع للوكالة والذي تبلغ مساحته 4 هكتارات يضم 1200شجرة مثمرة، قاعة الطعام، 20 غرفة تقليدية مصنوعة من الطين، وحيوانات مثل الطاووس، الغزال، الحصان والجمل. ودعا مختار السلطات المختصة إلى تحريك السياحة في الجنوب التي تعتبر عصب السياحة في الجزائر وكذا تحريك السياحة في الشمال أيضا، مضيفا إلى أن بعض السياح لا يأتون إلى صحراء الجزائر لأنه لا توجد خدمات في المستوى مثل الفنادق والمطاعم وطالب في السياق ذاته بالعمل على جذب السياح الأثرياء الذين يعودون بالفائدة على البلد وهذا لا يتأتى إلا بالخدمات الجيدة. مما أسماه بالسياحة الراقية، كما طالب بترميم قصر تينهينان وإعادة رفات الملكة إلى ديارها.
المرأة الترقية... تاج الرجل
تتمتع المرأة بمكانة هائلة في مجتمع الطوارق فقد كان الطفل ينسب إلى أمه وليس إلى أبيه مهما كانت مكانة هذا الأخير، كما أن الطفل يرث المال والجاه من أمه وتمنح الأعراف والتقاليد للعروس الحق في أن تحتفظ بكل ما تملكه وعلى الزوج أن يصرف عليها، ويتمثل دور المرأة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للقبيلة وتعلم الأطفال أبجديات التيفيناغ.
أما عن أعراس تمنراست فلها مميزات من بينها مكوث الزوج مدة أسبوع كامل في بيت أهل زوجته بعدها يعود إلى بيته وينتظر قدوم زوجته، ويؤدي أصحاب العريس أغاني وترتيلات دينية، كما تستعمل آلات تقليدية في العرس.
تمنراست ثقافة،أصالة وتنوع ومشاريع واعدة
كان تنظيم تمنراست لمهرجان الأغنية والموسيقى الأمازيغية مناسبة لعرض ثقافتها المتنوعة والثرية، وقد ظهرت مختلف الطبوع الموسيقية بالاهقار عبر حقبات متنوعة وهي: موسيقى خاصة بالنبلاء(الشعر المغنى) وفي مقدمتها آلة الإمزاد، وهي الآلة الموسيقية الوحيدة التي يمجدها طوارق الأهقار وتعزفها المرأة فقط، وهناك موسيقى خاصة بالإكلان: أي طبقة العبيد، وهي موسيقى راقصة باستعمال الدف والتصفيق ومن بين رقصاتها: تاهقليت، وتزغانيت، وهناك أيضا رقصة البنادق المعروفة بالبارود التي أتى بها المزارعون إلى المنطقة، ورقصات في نفس السياق كرقصة العصي والطبل والقرقابو.
ونظرا للجفاف الذي حل بطوارق "الكل ايفوغاس" بجمهورية المالي سنة 1920 لجأ سكان المنطقة إلى الجزائر وجلبوا معهم العديد من أوجه ثقافتهم ومن بينها موسيقى التيندي، ويوظف المهراس (التيندي) في الموسيقى إلى جانب استعماله في طحن الحبوب، ويوضع على فم المهراس قطعة من الجلد تربط بإحكام بحبل كما يوضع قضيبان من الخشب متوازيان تجلس في كل جهة امرأة لضمان التوازن وهي آلة موسيقية خاصة بالنساء ترافق الغناء الذي يحمل نفس الاسم أي التيندي وترافقه أيضا رقصة الجمال، وفي هذه الحقبة ظهر نوع موسيقي آخر يعرف بالتومّارت أوالناي وهي آلة استعملها الرعاة.
أما عن الثقافة المادية، فتتمثل في صنع الخيمة التي تقوم المرأة بصناعتها من جلود الماعز والغنم والعجول أيضا وحتى من جلد الموفلون بالنسبة للخيمة الراقية، ويدبغ الجلد ويكون ناعم الملمس وذا لون مائل إلى الحمرة ويقطع إلى قطع متساوية ثم تخاط قطعة بقطعة أخرى من الجلد نفسه ويتراوح عددها من 30 إلى 150 قطعة وبعدها يأتي دور الرجال في تنصيب الخيمة على أعمدة عمودية وأفقية من الخشب وتتزين حسب الثقافة الترقية، أيضا هناك اللثام أو كما يدعوه الطوارق "تاقيلموس" وبالنسبة للحلي نجد من أهمها تساك (خاتم من فضة)، تيزاباتين (أقراط الأذن)، تارّاوت (مثلث كبير من الفضة يوضع على الصدر)، أحبج (سوار المرأة).
بالمقابل، تعرف عاصمة الأهقار انطلاق مشاريع متنوعة تتعلق بمجال الثقافة نذكر من بينها تجهيز مكتبة المطالعة العمومية بمعايير تكنولوجية حديثة وبلغت الأشغال فيها نسبة 80 بالمائة، كما يتم حاليا انجاز وتجهيز 7 مكتبات بلدية في حين تم انجاز 3 مكتبات بلدية في كل من إدلس، إنغر وأبالسة وخصصت وزارة الثقافة قيمة 10 ملايير سنتيم لتجهيز المكتبات بالكتب وتحديث مخزونها، وفي سياق آخر سيتم استرجاع قاعة السينما من طرف وزارة الثقافة، ومن المنتظر أيضا انجاز متحف الأهقار في الطريق المؤدي للأسكرام، ورصدت له الوزارة ميزانية 5.5 ملايير سنتيم.
أما عن الترميمات فستنطلق عملية ترميم قصبة باجودة بعين صالح وخصص لانجازها في المرحلة الأولى مليارا سنتيم، كما سيتم ترميم قصر"سورو موسى أغماستن "وترميم "سور تازوك" علاوة على تهيئة الطريق المؤدي إلى موقع تينهينان وموقع تيت.
وأكد السيد بقباقي مدير الثقافة بتمنراست عدم حدوث أي سرقة جديدة على مستوى آثار الطاسيلي وباقي المواقع المنتشرة على مستوى الولاية مضيفا قي سياق آخر أنه سيتم بناء مسرح جهوي بالمنطقة، كما ستنطلق المكتبة المتنقلة التي دشنت السنة الفارطة والتي تضم أكثر من ثلاثة آلاف عنوان، في جولة عبر تراب الولاية.
مشاريع تنموية أخرى في مقدمتها مشروع المياه العظيم
عرفت ولاية تمنراست في السنوات الأخيرة، تجسيد مشاريع تنموية مختلفة يبقى في صدارتها مشروع المياه الكبير الذي ينص على ضخ المياه من منطقة عين صالح إلى تمنراست على مسافة تزيد عن 700 كلم، والذي خصص له غلاف أولي يقدر بثلاثة ملايير دولار ومن المقرر أن تنتهي الأشغال به في مارس إلى جويلية من السنة القادمة.
وتعاني منطقة تمنراست التي تبلغ مساحتها حوالي ربع مساحة الجزائر، من نقص فادح في المياه، كما أنها لم تشهد سقوط الأمطار منذ سنتين، وفي هذا السياق انطلق رسميا في 8 جانفي 2008 تجسيد مشروع جلب المياه من منطقة عين صالح إلى تمنراست وهذا عن طريق تعبئة وتحويل المياه الجوفية (طبقة الألبيان) من منطقة عين صالح وبالضبط 70 كلم شمال المدينة في مسافة تقدر بأكثر من 700 كلم وبطاقة تحويل قدرها 100 ألف متر مكعب في اليوم.
وتتضمن هذه العملية 24 مرحلة مختلفة تبدأ من مرحلة النقب بعمق 600 متر لكل نقب ويبلغ طول شبكة قنوات تجميع المياه من الأنقاب 100كلم، بينما تصل سعة الخزان إلى 50 ألف متر مكعب. وتتمثل المرحلة الثانية في وضع قنوات تحويل يبلغ طولها 1258 كلم موزعة على 214 كلم وهي ذات سيلان تجاذبي (قطر 1200-1400مم) و1044كلم (2522 كلم)،أما أنبوب التحويل عن طريق الضخ فيبلغ قطره من 700إلى 9020 مم، وتأتي المرحلة الثالثة في ضخ المياه عن طريق ستة محطات الضخ كل محطة مزودة بثلاثة مضخات تعمل بالمازوت وقابلة للتشغيل بالغاز الطبيعي ومنها مضخة احتياطية، تليها المرحلة الأخيرة والمتمثلة في إنشاء محطة معالجة المياه (نزع الأملاح)، بطاقة 100 ألف متر مكعب في اليوم، ومن ثم تليها مرحلة تأسيس مركز التحكم وخزان بسعة 50 ألف متر مكعب.
وأكد مدير الري لولاية تمنراست السيد الخير محمد ل "المساء" أن المشروع العظيم قسم لمراحل ربحا للوقت وقد قسم إلى ست حصص وتشارك في انجاز هذا المشروع شركات صينية وشركة "كوسيدار" الجزائرية، وقد انتهت مرحلة التنقيب والتي عرفت نقب 24 منقبا من طرف الشركة الصينية "سي جي سي أو سي"، وأضاف المتحدث أن عملية انجاز ست محطات للضخ انطلقت مؤخرا وهي على عاتق الشركة الصينية "سي بي أو سي سي"، أما عن مرحلة وضع قنوات التحويل فقد انطلقت الشركات المخولة لانجاز قنوات التحويل في نفس الوقت وانطلقت أشغال من عين صالح إلى أراك من طرف الشركة الصينية "سي جي سي سي باك" بمسافة 414 كلم مربع، أما من مسافة الوسط وهي من منطقة أراك إلى مولاي حسن مسافة 382 كلم مربع فهي تحت إشراف كوسيدار"الشركة الجزائرية اللبنانية التركية"، في حين تشرف نفس الشركة الصينية على المسافة التي تربط بين منطقة مولاي حسن تمنراست وتقدر ب 462 كلم مربع. وأضاف مدير الري أن المراحل الأخرى لم تنطلق الأشغال بها بعد وتتمثل في تحضير شبكة التوزيع والتجهيزات التابعة لها حيث ستجمع ثمانية خزانات سعة 180 متر مكعب لكل منها وسينشئ خزان الوصول بسعة 50 ألف متر مكعب، واستطرد بالقول أن المراحل الأخرى للعملية لم تنطلق أيضا.
من جهته، تحدث السيد حيدوسي الياس مدير المشروع وممثل "الجزائرية للمياه"المسؤولة عن المشروع ل "المساء ، فقال أنه تم حفر 600 متر لإيجاد الماء في طبقة الألبيان، وتم على إثرها حفر 24 بئرا أونقبا كل منه يضخ 25 لترا في الثانية، ولكل منه لديه سعة ضخ 52 لترا في الثانية، أبعد من ذلك فقد أكد المتحدث أنه يمكن حتى ضخ 100لتر في الثانية بالنسبة لكل نقب.
وسيمكن الخزان الذي يسع 50 ألف متر مكعب من توفير حاجيات تمنراست من المياه إلى غاية سنة 2050 وسيتمكن اذا دعت الحاجة من توفير 100 ألف متر مكعب من المياه، وأضاف أن المناقب أكمل حفرها شهرا قبل الموعد المحدد وتمت معالجة المياه من الملوحة ونقلت من منطقة الصفر إلى 215 كلم مربع بطريقة طبيعية حيث تقع هذه المنطقة في منحدر، بعدها كان لا بد من وضع محطات الضخ لأن المنطقة التي تلي مساحة 215 كلم تقع في مرتفع فهناك ست محطات ضخ لكل منها 3 محطات ضخ (اثنان تعملان وواحدة للاحتياط)، إذن هناك في الأخير 18 محطة ضخ.
وأكد حيدوسي أن المسافة الكبيرة من محطة الضخ الأولى إلى تمنراست أجبرت من باب الاحتياط أن تكون قنوات الوصول مزدوجة عكس المنطقة السابقة التي تقع في انحدار والتي كانت فردية، أيضا أشار رئيس المشروع إلى صنع جهاز تحكم عن بعد حتى يتم معالجة أي طارئ يمكن أن يحدث وكذا التحكم في أجزاء العملية.
أما عن المازوت الذي يستعمل في العملية فتبلغ نسبته التي تستعمل في كل محطة 29 ألف لتر في اليوم، في حين تقدر قيمة قنوات التحويل بمائة مليار دينار.
وعن الصعوبات التي تواجه سيرورة المشروع علاوة على الظروف الطبيعية الصعبة، توقف حيدوسي عند البيروقراطية من خلال تباطؤ اللجنة الوطنية للصفقات في تقديم الرخص بالإضافة إلى قلة الإطارات حيث يفضل الكثيرون العمل في العاصمة أوفي الخارج رغم الرواتب المرتفعة التي يمكن لهم أن يتقاضوها في الجنوب وبالضبط من هذا المشروع، بالمقابل تحدث حيدوسي عن تواصل تجسيد المشروع بحزم خاصة أن هذا الأخير يعتبر مشروعا ضخما جدا سيعمل على حل مشكل المياه الصالحة للشرب.
قبل أن ننتقل إلى المشاريع الأخرى التي تضمنتها عهدتي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نتوقف عند مشروع مهم آخر يتمثل في تزويد ولاية تمنراست بالغاز الطبيعي حيث وصلت النسبة لحد الآن حسب مصدر من المحطة الجهوية لسونلغاز بتمنراست، إلى 12 بالمائة وبالضبط في عين صالح التابعة لتمنراست، ومن المقرر أن تصل إلى نسبة 82 بالمائة عند انتهاء المشروع، أما نسبة تزويد المنطقة بالكهرباء فقد وصلت إلى 96 بالمائة. وسطر لسنة 2009 في السياق ذاته تجسيد عدة مشاريع وهي إنشاء مقر جديد للمديرية الجهوية لسونلغاز وبناء ثلاث مصالح متعلقة بالتقنيات الكهربائية، التقنيات الغازية ومصلحة تجارية.
أولا: مشاريع الخماسي الأول من 1999 إلى 2004:
عرف الخماسي الأول لعهدة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، انجاز عدة مشاريع بولاية تمنراست تفرعت إلى عدة قطاعات، والبداية بقطاع التربية الوطنية الذي عرف انجاز7 اكماليات، 5 داخليات، 32 معلما مدرسيا، 138 قسم عبر مختلف المؤسسات و7 مدارس ابتدائية. غير بعيد عن التربية، عرف قطاع التعليم العالي تأسيس مركز جامعي ب 2000 مقعد بيداغوجي، إقامة جامعية بألف سرير، ودائما في نفس السياق شهد فرع التكوين المهني انجاز مركز التكوين المهني، معهد مختص في التكوين المهني و40 سكنا للقطاع.
بالمقابل عرف قطاع الهياكل الإدارية بعاصمة الأهقار إنشاء مركز وحدة رئيسية لحماية المدينة، 4 مقرات لمديريات التكوين المهني، الحماية المدنية، التربية والشباب والرياضة، علاوة على تأسيس محكمة عين صالح، مجلس القضاء تمنراست ومقر للولاية، أما عن قطاع الأشغال العمومية فضم مشروع الطريق العابر من تمنراست إلى عين قزام ب 150 كلم مربع.
وننتقل إلى قطاع الصحة الذي يشمل فتح محطتين في الحدود للرقابة، في حين تم بالنسبة لقطاع الصحة فتح دار الشباب في عين صالح وكذا تغطية الملعب بالعشب الطبيعي، ونسجل في قطاع الحماية المدنية إنشاء مركز إعادة التأهيل الحركي، بينما شهد فرع الثقافة فتح مكتبة بلدية ومركز يحتوي على مقر الديوان لحظيرة الأهقار، أما في مجال الأرصاد الجوية فقد عرف فتح محطة الأرصاد الجوية لتمنراست.
ثانيا: الخماسي الثاني من 2004 إلى 2009:
أما عن الخماسي الثاني لبرنامج الرئيس لولاية تمنراست فقد مس تقريبا نفس القطاعات مع التذكير بانطلاق المشروع الأعظم بالنسبة للمنطقة وهو جلب المياه من عين صالح إلى تمنراست بمسافة 700 كلم حيث كانت الانطلاقة الرسمية في 8 جانفي 2008.
وتعرف المشاريع المدرجة في العهدة الثانية تفاوتا في نسب الانجاز، حيث تم الانطلاق في دراسة إنشاء الهياكل الإدارية التالية: مقر للولاية، 4 مقرات للدوائر ووحدات خفيفة للحماية المدنية. أما بالنسبة لقطاع التربية فقد تم انجاز 4 ثانويات، في حين هناك 40 سكنا لقطاع التربية في طور الانجاز، أما عن فرع التكوين المهني فهناك مركز تكوين مهني في طور الانجاز و30 سكنا لفائدة القطاع أيضا دائما في طور الانجاز، وفي نفس السياق سيتم أنشاء أربع ملحقات تكوين مهني عبر البلديات.
ودائما في برنامج الخماسي الثاني ستنتهي تقريبا أشغال انجاز معهد إسلامي، بينما ما يزال تأسيس مركز إسلامي لتكوين الإطارات في مرحلة الانجاز، كما دخل متحف المجاهدين في طور الإنتهاء.
وانطلقت الأشغال حول إنشاء ملحقة للجامعة بألفي مقعد بيداغوجي جديد، ألف سرير للإقامة الجامعية بالإضافة إلى انجاز 70 سكنا للقطاع.
وننتقل إلى فرع آخر يتمثل في البريد والمواصلات حيث أدرجت ضمن نفس البرنامج إنشاء 4 مكاتب بريدية عبر مختلف البلديات (في طور الانجاز)، أما قطاع الشباب والرياضة فقد شهد انجاز خمسة مسابح البعض منها اكتملت الأشغال به والبعض الآخر ما يزال في طور الانجاز، في حين انتهت تقريبا أشغال انجاز المسبح النصف أولمبي، بينما تبقى قاعتان متعددتا الرياضات في مرحلة الانجاز وستة من ضمن تسعة مركبات رياضية مجاورة انتهت الأعمال بها. مسبح نصف أولمبي انتهت به الاشغال تقريبا، وكذا انتهاء الأشغال بدار الشباب.
وفي مجال الصحة،انتهت الأشغال بمركزين للصحة من بين أربعة مبرمجة في المشروع، ويبقى مركز للأمومة ومركز مكافحة المخدرات في طور الانجاز. كما سيتم فتح مستشفى للأمراض العقلية ب 120سرير، كما تم انجاز دار المسنين ودار للطفولة المسعفة وتبقى مدرسة لفائدة الشباب الصم البكم في طور الانجاز.
ومس البرنامج الخماسي الثاني للرئيس مجالات وقطاعات أخرى، والبداية بمجال الإعلام الذي شهد شراء أرض لإنشاء مقر جديد للإذاعة المحلية، كما عرف قطاع الأشغال العمومية إعادة تأهيل الطريق الوطني 250 كلم من العاصمة إلى الحدود، وفي سياق مشابه سيتم فتح محطتين لنقل المسافرين بعد دراسة المشروع.
وفي مجال التعمير، برمج مشروع إعادة تأهيل الأحياء السكنية القديمة والذي يمس كل البلديات، كما تم توزيع 690 سكن في بلدية تمنراست واستفادت ولاية تمنراست مما يزيد عن 4200 سكن أنجز حوالي 70 بالمائة منها، بالإضافة إلى إنشاء محلات خاصة تجارية ضمن مشروع مائة محل في كل بلدية أنجز منها حوالي 80 بالمائة.
تمنراست الأمل والصعوبات
تعد تمنراست التي يصل عدد سكانها إلى 200 ألف نسمة، مدينة حدودية وتبلغ مساحة حدودها 1200كلم مربع، وعرفت منذ أمد بعيد أنها ملجأ سكان الدول المجاورة من المالي والنيجر، كما أنها وبفعل ظروف تاريخية شهدت نزوحا من طرف سكان المدن المجاورة أيضا، فأصبحت هذه المدينة تضم خليطا من الأعراق والجنسيات وارتحل عدد كبير من الطوارق الذين ألفوا العيش في عزلة إلى الصحاري في الخيم والقليل منهم من بقي في المدينة.
وبسبب بعد تمنراست عن العاصمة فإن الكثير من العاملين والإطارات المؤهلين يرفضون العمل بها خاصة أمام ارتفاع ثمن تذكرة السفر عبر الطائرة التي تصل إلى 16 ألف دينار ذهابا فقط من الجزائر إلى تمنراست، هذا البعد عن العاصمة سبب أيضا صعوبة في نقل سكان عاصمة الأهقار فحتى تنقل رياضيي المنطقة يستلزم إمكانيات مادية معتبرة.
ويشتكي شباب المنطقة من قلة المرافق التي يمكن له أن يجد فيها نفسه ويقضي فيها أوقات فراغه وهو ما ينفيه مسؤول بالمنطقة الذي يؤكد وجود مرافق عديدة موجهة لشباب المنطقة، وفي هذا السياق لاحظنا مثلا تلهف شباب تمنراست إلى حضور الحفلات التي برمجت في إطار مهرجان الأغنية والموسيقى الأمازيغية من خلال طوابير كبيرة أمام المسرح البلدي حاضن حفلات خارج المسابقة، حتى أن الكثيرين منهم لم يشهد حفلا فنيا في حياته، وهو حال الولايات المنعزلة فما بالكم بولاية تبعد عن العاصمة بقرابة ألفي كلم.
أيضا تعاني تمنراست من مشكلة قلة أوانعدام الغاز الطبيعي والماء الصالح للشرب ولكن في هذا السياق، انطلق السنة الفارطة تجسيد مشروع جلب المياه من عين صالح إلى تمنراست أما عن توفير الغاز الطبيعي فهو أيضا في طريق التجسيد.
تمنراست....إلى لقاء آخر...ربما !
كم هو صعب أن تسعى إلى الحفاظ على طبيعة المنطقة وفي نفس الوقت أن تضفي عليها بعضا من الحداثة لكي تجعلها قريبة من الإنسان، ولكن هل تحتاج الطبيعة حقا إلى الإنسان وهي التي عاشت آلاف السنين دونه؟ وهل هذا الإنسان يحتاج إلى تغيير بعض من الطبيعة وهو الذي يحتاج إليها في الحقيقة كما هي.
الطبيعة في تمنراست تقف صامدة في وجه الإنسان فهي وإن قد تستأنس بصحبته بعض الوقت فإنها تنتظر منه أن يتركها كما هي حتى وإن أدخل عليها شيئا من الحداثة، إلى اللقاء تمنراست، إلى اللقاء أيتها المناظر الطبيعية الجذابة والخلابة، ولتظلي هكذا تعبرين عن عراقة بلد بأكمله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.