لالتقى، أمس، والي ولاية بشار بأعيان مدينة بني عباس وممثلي المجتمع المدني وتباحث معهم مشاكل البلدية، عقب الأحداث التي عرفتها، مساء أول أمس الأحد، وهي الأحداث الأولى من نوعها في تاريخ بني عباس، حتى أن سكانها شاهدوا لأول مرة في حياتهم القنابل المسيلة للدموع التي كانوا يشاهدونها في التلفزيون فقط· وكانت بلدية بني عباس السياحية الهادئة (250 كلم جنوب شرق بشار عاصمة الولاية) قد شهدت الأحد الماضي احتجاجات شعبية عارمة اندلعت، في البداية، من الثانوية لتمتد إلى مقر البلدية التي أحرقها المحتجون عن آخرها، متجنبين المساس بمصلحة الحالة المدنية، ثم انتقل المحتجون إلى حظيرة البلدية، وقاموا بتكسير كل ما فيها من عتاد وسيارات· وقد طالب المحتجون بتنحي رئيس البلدية وحل المجلس الشعبي البلدي، كما حاول بعضهم الاعتداء عليه شخصيا، وشهدت البلدية تعزيزات أمنية من بشار فرّقت المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع· وقد قام المحتجون ليلة أول أمس بتخريب فندق ''العرق'' الذي يقول المحتجون إن لرئيس البلدية استثمارات فيه· وبقي المحتجون مصرين على تنحية رئيس البلدية الذي يحمّله السكان الركود التنموي بالبلدية التي أصبحت من أفقر البلديات، منذ أن فقدت التدفق السياحي الكبير للأجانب عليها، منذ اندلاع الأزمة الأمنية بالبلاد في بداية تسعينيات القرن العشرين· ولم يفلح مدير التربية للولاية ولا الأمين العام للولاية في تهدئة الوضع· والمعروف عن منطقة بني عباس أنها منطقة سياحية معروفة عالميا، على غرار تاغيت وتيميمون، ومشهورة بواحتها الجميلة وكثبان الرمال الكبيرة المحيطة بها ومرور وادي الساورة بها وكذلك طيبة سكانها وكرمهم· وقد قام المخرج العالمي برتولوتشي بتصوير تحفته السينمائية (شاي في الصحراء) بها سنة .1992 وتعرف بلدية بني عباس تأخرا تنمويا كبيرا وانتشارا كبيرا للبطالة في وسط الشباب الذين أصبحوا يشبهون بلديتهم ببلدية المتقاعدين، ويأمل المحتجون رحيل رئيس البلدية وحل المجلس البلدي الذي عرقل التنمية بالبلدية·