بهدوء تام يخطب مبارك من منبره الرئاسي وبنبرة عادية جدا.. يقرأ من الورقة لأنه لا يقدر أن يقرأ من القلب.. قال حماري.. كلهم يقرأون من الأوراق ولا يقدرون مخاطبة شعوبهم دون إملاء مخافة الخروج عن النص.. ضحكت لكلامه وقلت.. حكم الشعب صعيب.. قال.. ليس الأمر كذلك وإنما القضية وما فيها أن النظر وجها لوجه هي الصعبة.. قلت له.. سبحان الله الحاكم في وادي والشعب في وادي.. هم يقولون إنه لا يريدونه ويطالبونه بالرحيل وهو يتشبث ويطبق سياسة هنا يموت قاسي وأيضا يضحك على الذقون ويقر تعديل الدستور.. قهقه حماري عاليا وقال.. هو حكم البلاد طولا وعرضا وبيحرمب على من يأتي بعده ويقطع الطريق بتعديل الدستور.. قلت.. لقد حللنا الأمر وقلنا إنها التايهوديت.. والمضحك في الأمر أيضا أن السلطة دفعت ببعض المأجورين للسير في مسيرة لمباركة الحاكم.. قال.. السلطة قادرة على كل شيء.. هو أجر االبلطجيةب ليرعوا الشعب ويقول في خطابه إن الشعب روّع نفسه.. قلت.. ''طال الأمر وبديت نكرهب قال.. لا.. عيب يا راجل كيف تقول ذلك والمسرحية دخلتها حبكتها الأخيرة.. صرخت فيه وقلت.. رأسك اأخشنب من رأس مبارك.. هو لا يريد أن يتزحزح من الكرسي وأنت لا تريد أن تكره من تمثيليته.. قال.. الفرجة باطل والفيلم هتشكوكي.. لماذا أكره؟ قلت.. يا ويلك عندما تشعل النار فيك؟ قال.. خليها تشعل وأنا لها..