خرج، نهار الخميس الماضي، سكان ثلاثة أحياء قصديرية بولاية قسنطينة في وقفة احتجاجية كادت أن تتطور لما هو أسوأ عقب الأضرار الجسيمة التي مست منازلهم المنهارة بكل من واد الحد العلوي والسفلي وحي شعباني القصديري الذي لا يبعد عند ضفة وادي بومرزوق سوى بأمتار قليلة··· سكان مدن الصفيح، وعلى لسان ممثلين عنهم، أكدوا ل ''الجزائر نيوز'' بأن ما يعيشونه من جحيم عانوا منه لعشرات السنين، لكن لا أحد استمع إليهم أو رأف بحالة أطفالهم الذين أصيبوا بجميع الأمراض، وهم في عز الصبا، بالنظر للظروف المزرية التي يعيشون في ظلها بداية بالروائح الكريهة والانتشار الرهيب للحيوانات الضالة والخطيرة على اختلافها دون الحديث عن حرّ الصيف وقر الشتاء الذي تضاف إليه الأمطار التي لم يعودوا يستطيعون الاحتماء منها ويقضون الليالي التي تتساقط فيها في العراء خوفا من انهيار أسقف المنازل على رؤوسهم، ناهيك عن ارتفاع منسوب مياه وادي بومرزوق الذي بات يهدد منازلهم بالغرق مثلما حدث مع التهاطل الغزير للأمطار قبل يومين·· السكان، وعلى لسان ممثليهم أضافوا في السياق ذاته بأنه، وبالرغم من تعدد الأسماء التي تناوبت على رئاسة الهيئة التنفيذية بالولاية، إلا أن الوعود التي أطلقوها بقيت مجرد حبر على ورق، آخرهم الوالي السابق عبد المالك بوضياف الذي وعدهم في أكثر من مناسبة بأن نهاية 2009 ستكون آخر موعد لهم مع حياة الذل والهوان داخل بيوت الصفيح، لكن التاريخ مضى والوالي حوّل إلى ولاية أخرى، في حين بقي السكان على حالتهم التي يعانون منها منذ الثمانينيات·· وللتعبير عن غضبهم، قام سكان الأحياء سالفة الذكر بغلق ثلاث طرق رئيسية تربط وسط المدينة بأحيائها الشرقية، حيث أغلق المعتصمون الطريق الرئيسي الذي يتوسط كل من حيي الدقسي والقماص باستعمال المتاريس والعجلات المطاطية، وهو نفس ما شهده الطريق الذي يصل بين قسنطينة وأعالي جبل الوحش عندما أغلق سكان البيوت القصديرية بحي واد الحد السفلي والعلوي المحور الرابط بين المنطقتين لحوالي ثلاث ساعات من الزمن، مهددين بالتصعيد مستقبلا في حال عدم استجابة والي الولاية لمطلبهم القاضي بترحيلهم الفوري نحو سكنات جديدة تكفيهم عناء حياة الذل والهوان التي يتخبطون فيها منذ حوالي 30 سنة·