وإن كان من الموت بد.. فمن العار أن تموت جبانا.. هذا ما استطاع حماري قوله بعد أن استمع باهتمام للكلمات الجوفاء التي قالها المغضوب عليه مبارك.. قلت له.. ماذا كنت تنتظر منه غير هذا؟ قال.. أن يكون لديه قطرة دم ويستحي على أصله وفصله وينسحب بكرامة رغم أن كرامته ''تمرمدت'' في ميدان التحرير.. قلت.. أنا كل ما أدهشني هو البرودة والبلادة التي كان يتكلم بها وكأن شيئا لم يحصل.. قال ناهقا.. وفعلا بالنسبة له لم يحصل شيء يذكر.. قلت له.. عجيب حال حكامنا وعجيب أمرهم يعيشون طول فترة حكمهم منفصلين عن الشعب وهمومه ويستمرون في ذلك حتى لو طلب منهم الشعب الرحيل.. قال... آه لو كنت حاكما ولو ليوم واحد فقط.. قلت.. ستفعل أكثر من مبارك وزين العابدين ولا داعي أن أعد القائمة لأنها طويلة جدا.. قال.. يبدو أن غباغبو أرأف بشعبه من مبارك رغم كل الذي فعله.. قلت.. مبارك يا حماري ''حب يلعبها مهبو'' ولكن أظن أن هذا لن يوصله لشيء.. قال مندهشا.. يلعبها مهبول على حساب الشعب وجثثه المرمية هنا وهناك؟ قلت.. أين المشكل في ذلك.. وما همه هو في الجثث والموتى.. المهم يريد أن يظهر للعالم وطنيته وأنه ليس مثل ''الزين'' الذي هرب من بلاده ليغرق في العسل في دول الخليج.. يريد أن يقول إنني أكثر وطنية من الجميع.. قال حماري.. فعلا هو أكثر وطنية حتى من الطن الذي يدمي تحت أقدامه العفنة.. قلت.. أصبر أيها الحمار وأترك الزمن يعلمك دروسا لن ترها سوى على أيدي الحكام البلهاء..