ذكرت مصادر مطلعة ل ''اللجزائر نيوز'' أن رئيس الجمهورية سيشرع في الاختبار العسير لوزراء الحكومة من خلال جلسات الاستماع التي دأب الرئيس على عقدها خلال شهر رمضان، وتأخذ الجلسات هذه المرة طابعا آخر، حيث سيتم الاستماع لأكثر من وزير دفعة واحدة، أي أن الجلسات قد تأخذ شكل مجلس وزاري مصغر، وقد يحضر الجلسات الوزير الأول أحمد أويحيى· أحدث قرار رئيس الجمهورية بالاستماع لوزراء الحكومة خلال شهر رمضان حالة طوارئ في صفوف الوزراء، بعد أن ساد الاعتقاد بأن بوتفليقة سيستغني عن الجلسات هذا الموسم، غير أن مراسلة ديوان رئيس الجمهورية لمصالح الوزارة الأولى التي تطالب من خلالها الوزراء بإعداد تقارير عن مختلف المشاريع التنموية التي تعهد الرئيس في حملته الانتخابية بإتمامها مطلع عام .2014 ويعتبر الكثير من الوزراء الجلسات الرمضانية مع بوتفليقة، اختبارا عسيرا ويخشون من غضب الرئيس الذي كثيرا ما اتهم وزراء بانعدام الكفاءة وسوء التسيير وأحيانا بمراوغته، وهو ما دفع بغالبية الوزراء للإسراع في وتيرة الملفات والمشاريع التي يشرفون عليها، قبل حلول رمضان تفاديا لملاحظات قاسية من الرئيس، خاصة القطاعات الأساسية كالتجارة والفلاحة والداخلية والصحة والسكان· وأوردت مصادرنا أن مصير بعض الوزراء في التعديل الحكومي الواسع الذي ينوي الرئيس القيام به لاحقا سيتحدد من خلال عرض الوزراء، وهو ما دفع بالعديد منهم إلى الإسراع في إتمام مشاريعهم كما هو الحال بالنسبة لوزير السكن نور الدين موسى الذي سارع مباشرة بعد عودته من عطلته السنوية التي دامت خمسة عشر يوما على غرار باقي الوزراء، إلى تفقد بعض المشاريع السكنية غير المنتهية وتدشينه لمشاريع وكالة ''عدل'' بالعاصمة شرع في إنجازها قبل تسع سنوات، في وقت مازالت باقي المشاريع تراوح مكانها· أما وزير النقل فهو أيضا سيلقى حسابا عسيرا من طرف الرئيس بسبب تأخر تدشين مشروع الميترو الذي وعد عمار تو بتشغيله في جوان 2009، غير أنه تم تأخيره إلى شهر ديسمبر القادم، في حين أن مشاريع الأشغال العمومية تعرف تأخرا رهيبا كما هو الشأن بالنسبة للطريق الاجتنابي للعاصمة الذي وعد عمار غول بتدشينه نهاية 2008، غير أنه لا يبدو بأنه سيدشن حتى عام 2010 كون الشطر المنجز يتعلق فقط بذلك الذي يربط زرالدة بالدويرة على مسافة 10 كلم فقط، وهو الذي وعد العاصميين باستعمال الطريق المزدوج على مسافة 60 كلم خلال نهاية .2008 وما عدا بعض القطاعات كالصحة التي يبدو أن الوزير بركات متحكما في الوضع الصحي خاصة ما تعلق بداء أنفلونزا الخنازير، والشباب والرياضة المتعلق أساسا بالفريق الوطني، والفلاحة التي بلغ فيها الإنتاج الوطني من القمح وبعض الخضروات أرقاما قياسية ببركة السماء فقط والأمطار الوفيرة خلال هذا الموسم، فإن وزراء آخرون كالتجارة مثلا سيلقون انتقادا لاذعا من الرئيس بسبب الارتفاع الفاحش في المواد الغذائية واللحوم وأزمة الإسمنت التي لم يوجد لها حلا بعد أربعة أشهر من ظهورها·