قلت لحماري وأنا أستمتع بأصوات ''الديسك جوكي'' المنبعثة من قناة الجماهيرية الليبية والمغني يصدح ويردح·· ''حليب الناقة·· ياني·· خيمة معمر·· ياني·· زين الرجالة·· ياني''·· يا ترى إلى متى سيبقى معّمر القذافي في تعنته وتغطية الشمس بالغربال؟ نهق حماري عاليا وقال·· عندما تتبدل أصوات الديسك جوكي التي تسمعها بصور الموتى والجثث والشهداء التي تموت من أجل الحرية·· قلت·· سبحان الله وكأنه يعيش في عالم آخر؟ قال·· لا تخف ''وراسك'' ستراه هاربا بدشدشته وجلابته وخيمته·· قلت ضاحكا·· يا ترى أي دولة ستستمح لهذا المخبول السفاح بنصب خيمته على أراضيها؟ قال·· أنا أظن أن المسألة ستطول ولن يتخلى بهذه السهولة·· قلت·· نعم يبدو عليه ذلك وإلا لما استباح دم شعبه·· قال حماري·· استباحه منذ زمن·· ب ''ستة ملايين مواطن'' وآبار من البترول وخيرات الله من الغباء لم تمكنه من تسيير الثورة كما يجب·· كان قادرا على جعل كل ليبي ملكا مثله·· ولكنه أناني·· قلت·· فعلا غباءه وغروره وعنجهيته هي التي أدت به إلى هذا المصير·· قهقه حماري عليا وهو ينظر لتلك الأجساد المتراقصة على أغنية ''حليب الناقة'' التي ما تزال منبعثة من القناة الليبية·· لقد دجن شعبه·· وجعله غبيا مثله·· أنظر كيف يتراقصون وهم يحملون الرايات الخضراء·· فعلا غسيل دماغ·· قلت له ضاحكا·· والله يا حماري جاءت الفرصة حتى ''نمنشر'' في هذا الغبي·· الآن على الأقل نضمن أنه لن يسمعنا ولن يقرأ ما نقول ونكتب·· إنه في غار من غيران قبيلة ''القذاذفة'' يختبئ مثل الفأر·· نهق حماري عاليا وهو يقول·· ''حليب الناقة ياني·· والفار مخبي ياني·· زين الفيران··''··