أراد حماري التعيس أن يخوض في تصريحات ''الدا سعدي'' ولكني قطعت عليه الطريق·· راوغني وعاد لتسميم بدني به·· قال ناهقا·· الدا سعدي أطلق العنان لأفكاره وبدأ الإسهال السياسي يشتغل في بطنه·· قلت له·· دعنا منه ومن إسهالاته·· خلينا في همّنا·· قال·· السياسة أيضا همّنا يا صديقي·· قلت غاضبا·· ولكن ليس من هذا الذي يصمت دهرا وينطق كفرا·· قال··''يريد رأن يمرمد السلطة''·· قهقهت عاليا وقلت له·· يمرمد السلطة؟ وهل هي في حاجة إلى مرمدة منه؟ قال·· طبعا هو ينفضها من حين لآخر·· قلت له·· أيها الحمار هناك كلام أهم من كلام هذا المجنون·· الحليب يا صاحبي·· الحليب لقد فقد·· وأنت تتكلم عن السياسة؟ الناس تموت بسبب ماء مات فيها الجرذان وأنت تتفلسف في السياسة·· الفوضى عمّت الراغبين في الحج بسبب أمراضهم المزمنة وخبلهم غير المتوقع وأنت تتكلم دائما في السياسة·· صاح حماري·· يالله·· ما دخلي أنا في الحج والجرذان والحليب؟ أنا لن أحج·· ولم أشرب ماء الجرذان ولا أضرب أيضا الحليب·· فلماذا تكسر رأسي بمشاكل الندرة والفوضى؟ ضحكت عليه حتى دمعت عيناي وقلت·· سامحني أيها الحمار العزيز·· نسيت أن اهتماماتك السياسية تفوق اهتمامات الوزراء·· نهق من جديد وقال·· يا سبحان الله نظريات ''الدا سعدي'' ضرب من الخيال وأنت تتحدث عن الحليب والجرذان؟ ضحكت من كلامه وقلت له·· تصبح على ندرة أيها الحمار التعيس·· وإن شاء الله يغضك جرذ حتى تعرف معنى·· التسمم·· تركته غارقا في نظريات ''الدا سعدي'' وبقيت أنا غارق في سم الجرذان·· يا ترى ما هو الفرق بينهما؟