شدد، أمس، رئيس مؤسسة القصبة، بلقاسم باباس، خلال منتدى المجاهد، على ضرورة وضع وزارة الثقافة لجهاز يسمح بمراقبة صرف الأموال المخصصة لمخطط ترميم وإعادة الاعتبار لمباني القصة المعلن عنه، أمس الأول، من قبل المدير العام للديوان الوطني لاستغلال المرافق الثقافية وحمايتها، كاشفا أن أكثر من 90 بالمائة من مباني القصبة أصبحت آيلة للسقوط بفعل فشل جميع العمليات الترميمية المسطرة سابقا. كما أعلن رئيس مؤسسة القصبة أن الوضعية الكارثية التي آلت إليها مباني أعرق وأقدم حي بالعاصمة، تجبر الوزارة الوصية على التعامل بجدية هذه المرة مع هذا الملف من أجل ضمان نجاح هذا المخطط الذي رصد له مبلغ 900 مليون دينار تفاديا للفضائح التي طغت على جميع المخططات السابقة، التي تم خلالها، ومنذ الاستقلال، تبديد أكثر من 56 مليار دينار استولت عليها شركات خاصة دون إتمام أشغال ترميم بيوت القصبة التي انهار منها لحد الساعة نحو 400 بيت، فيما تبقى 776 بحاجة إلى عمليات ترميمية استعجالية لتفادي سقوطها. وفي سياق آخر، كشف رئيس مؤسسة القصبة، بلقاسم باباس، عن وجود شبكة مختصة في سرقة ونهب بيوت القصبة القديمة المنهارة وإعادة بيعها من أعمدة ورخام، حيث قال بأن ''هناك عصابة تسرق يوميا تراث الجزائر وتبيعه في الأسواق السوداء دون تحرك أي جهة، فأعمدة الأقواس أصبحت تباع ب 3000 دينار للعمود الواحد''، مضيفا بأن المتاجرة بتلك المتعلقات في ازدهار كبير وواسع نظرا لوجود العديد من المواطنين يحبون تشييد بناءات مماثلة لبيوت القصبة، حيث يلجأون إلى اللصوص من أجل الحصول على تلك المواد غير الموجودة في سوق البناء. كما أوضح المتحدث ذاته بأن المؤسسة من شأنها خلق نحو 3000 منصب شغل دائم لتشغيل شباب المنطقة إذا ما حظيت بالمساعدة اللازمة من قبل المسؤولين سيما المادية منها من أجل إنشاء أحياء ثقافية واقتصادية للأعمال اليدوية، إضافة إلى استغلال المحلات المغلقة، ناهيك عن فتح مراكز تكوينية لإعداد الشباب للمشاركة في ترميم القصبة وفق المخطط الوطني الجديد. من جهة أخرى، فتح بلقاسم باباس النار على وزير التضامن الوطني بسبب إلغاء هذا الأخير للاتفاقية التي كان قد وقعها الوزير السابق جمال ولد عباس مع المؤسسة التي كانت قد تعهدت فيها وزارة التضامن بتسديد مبلغ 5000 دينار كأجر شهري للعديد من الشباب الذين يقومون بحراسة المباني القديمة بحي سيدي رمضان بعد إخلائها وترحيل سكانها إلى سكنات لائقة. وحمّل المتحدث ذاته وزير التضامن، مسؤولية الفوضى التي تعمّ الحي المذكور سلفا، اليوم، بسبب اقتحام العديد من المواطنين لتلك السكنات بطريقة غير شرعية ليرتفع عددهم من 22 عائلة إلى المئات في ظرف قياسي. وصرح رئيس مؤسسة القصبة، بلقاسم باباس، بأنه يستعد لإنشاء فدرالية وطنية لإنقاذ القصبة تضم بين 150 و200 جمعية ناشطة في الميدان، حيث وجه دعوى لجميع الجمعيات من أجل الانضمام إليه، إذ من المنتظر أن تجتمع اليوم عدد من الجمعيات من أجل ضبط أهداف الفدرالية الموجهة أساسا إلى رد الاعتبار لمباني القصة خصوصا وللتراث التاريخي للبلاد عموما.