دعا أعضاء مؤسسة "القصبة"، وزارة الثقافة لتطبيق اللوائح التنظيمية لاتفاقية حماية المعالم الأثرية، وهذا لإنقاذ المدن القديمة وفي مقدمتها القصبة التي تعرف تدهورا كبيرا وموتا سريعا وهذا في ندوة بالمجاهد نظمت أمس، بمناسبة إحياء الذكرى الثانية عشر ليوم القصبة. واعتبر السيد متوش، الرئيس الشرفي لمؤسسة "القصبة"، أن تدهور القصبة كبير إلى درجة قد لا يمكن ترميم أجزاء منها، مضيفا أن تحويل موقع كل بناية تسقط إلى مساحة مفتوحة، ليس هو الحل، كما تحدث عن أهمية إعادة الاعتبار لروح القصبة من خلال نزع كل ما لا ينسجم مع نسيجها العمراني كمحلات الأكل السريع وغيرها. وفي هذا السياق، أكد متوش أن القصبة منطقة محمية وبالتالي فهي ليست ملكية خاصة، كما أنها تحتاج إلى ترميم من طرف مختصين، وليس من طرف أي كان وبأي طريقة كانت، مضيفا أن عدم احتفال الجهات المختصة بيوم القصبة هذه السنة، كان في محله باعتبار انه لا يمكن الاحتفال بجنازة. من جهته، تناول عبد الحكيم مزياني، عضو بالمؤسسة، الوضعية الكارثية التي تعاني منها المدن الجزائرية القديمة، وقال في هذا الصدد أن إنقاذ القصبة سيؤدي إلى إنقاذ كل المدن القديمة، مضيفا أن تخليص القصبة مما تعانيه يعتبر أمرا وطنيا وليس محليا أو جهويا، علاوة على أن سكان القصبة هم من مناطق مختلفة أي قدموا من مختلف جهات الوطن. وتوقف مزياني مطولا عند العاصمة وأعلامها مثل العلامة عبد الحليم بن سماية، وكذا كونها ضمت أول جامعة في المغرب العربي، كما تنقل المتحدث إلى كفاح أولاد العاصمة ضد الاستعمار الفرنسي. وفي الأخير قدم بلقاسم باباسي، رئيس مؤسسة "القصبة" مداخلة، تطرق فيها إلى معضلة عدم تواصل عمليات الترميم وإنقاذ القصبة بسبب تغير المسؤولين المكلفين بهذه المهام، داعيا، وزارة الثقافة المسؤولة عن القصبة باعتبارها منطقة محمية، إلى تطبيق اللوائح التنظيمية لاتفاقية حماية المعالم الأثرية، مثل تلك التي تنص على عدم بيع وشراء دور القصبة وايقاف البزنسة التي تحدث هناك. باباسي تحدث عن التجمع السكاني سيدي رمضان بالقصبة فقال أنه تم سابقا جرد عدد العائلات التي تعيش في هذا الحي أو التجمع فكان عددها 498 عائلة تم ترحيلها إلى حي قريب وبقيت 22 عائلة تعيش في المنطقة، وأضاف أنه تم تسييج سيدي رمضان ووضع حراس عليها بغرض حمايتها ولكن الأمور تغيرت مع تغير الظروف مثل تغير المسؤولين عن هذه المهام وأصبحت منطقة سيدي رمضان في حال سيء وفضاء تنتعش فيه الآفات الاجتماعية. للإشارة، وزع على الحضور بندوة المجاهد، اللائحة العامة لمؤسسة القصبة، جاء فيها توجيه نداء عاجل لكل الجمعيات الممثلة لهذه المدينة العتيقة لتوحيد صفوفها والالتفاف حول المؤسسة، لمواجهة كل المشاكل والطوارئ، وكذا نداء لوزارة الثقافة ووزارة البيئة والسياحة لإنقاذ القصبة وجعلها مزارا سياحيا ومعلما تاريخيا.