أجمع المشاركون في لقاء دراسي حول ''إعادة تهيئة وحماية مدينة القصبة الجزائرية''، الذي نظم، أول أمس، من طرف ''مؤسسة القصبة'' في منتدى المجاهد، على ضرورة وضع مخطط سياسي صريح ينص على دعم وحماية القصبة الجزائرية من الاندثار، ورغم تصنيف هذا المعلم ضمن التراث المادي الوطني وتنصيب ديوان لتنظيم عمليات الترميم منذ ,1985 إلا أن هذا الحي، يضيف جمع المتدخلين، يعاني من الإهمال· قال بلقاسم باباسي، رئيس مؤسسة القصبة في تدخله أثناء اللقاء، أن هذه المؤسسة نجحت في ترميم 55 منزلا من المنازل العتيقة في القصبة، بالإضافة إلى 3 قصور خلال عامين فقط، مضيفا أن مؤسسة القصبة الحالية قد نجحت في إخلاء 498 منزل مهدد بالانهيار، وترحيل هذه العائلات إلى سكنات أخرى، قصد تسهيل عملية الترميم، بالإضافة إلى إعادة ترميم 25 منزلا آخر وإعادة المفاتيح لأصحابها، هذه العائلات التي فضلت البقاء في مدينة القصبة· من جهته، أشار عبد الحكيم مزياني، أحد أعضاء المؤسسة والمهتمين بالتراث المادي الجزائري إلى العراقيل التي تواجه المؤسسة في عملها، على رأسها نقص الإمكانيات المادية، والتي وجه من خلالها دعوة إلى السلطات للتدخل لحل هذا المشكل، بالإضافة إلى السكان الوافدين الذين يستولون على السكنات الخالية من السكان· وأكد الرئيس السابق لمؤسسة القصبة، مبتوش، أن قصبة الجزائر ليست وحدها من تعاني من الإهمال، بل معظم المواقع الثرية على مستوى التراب الوطني، ويمكن أن نعمم هذا على كل الميادين· وقد أجمع في الأخير معظم المتدخلين وحتى الحاضرين المهتمين بالتاريخ الجزائري، على أن حماية المواقع الأثرية الجزائرية لا تقتصر على شخص واحد أو هيئة وحدها، بل يجب تظافر الجهود من كل الهيئات وحتى المواطنين لحماية تاريخ الجزائر من الاندثار·