أفاد مصدر رفيع ل ''الجزائر نيوز''، أن السلطات الجزائرية كانت تأمل أن يضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كلود غيون الأمين العام السابق لقصر الإيليزي على رأس الدبلوماسية الفرنسية بدلا من ألان جوبيه، ''بسبب نظرته وليونته التي يتميز بها تجاه ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين باريس والجزائر''· قال المصدر إن السلطات في الجزائر كانت تراقب عن كثب تطورات الأحداث السياسية في فرنسا بعد ظهور ملامح عن قرب رحيل ميشال أليو ماري من على رأس وزارة الشؤون الخارجية في أعقاب اتهامها باستفادتها من امتيازات النظام التونسي المنهار في وقت كان الشعب التونسي قد شرع في صناعة ثورته ومواجهة العنف الرسمي· وتفيد المعلومات أيضا أن ارتياحا كبيرا ساد دوائر في السلطة بعد أن تناهى إليها خبر عن احتمال تبوء كلود غيون حقيبة الدبلوماسية، كمرشح منافس مع آلان جوبيه· وتفسر مصادرنا هذا الارتياح لأمين عام قصر الإيليزيه، بوجهة نظر وموقف كلود غيون من كافة القضايا التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما الهجرة وملف الذاكرة وتنقل الأفراد، ''حيث لمست السلطات الجزائرية في غيون ليونة غير مسبوقة عند المسؤولين الفرنسيين الذين سبق وأن تباحثت الجزائر معهم في مسائل مشتركة، وظهر ذلك جليا في اللقاء الأخير الذي كان فيه كلود غيون على رأس وفد هام بالجزائر في جويلية الماضي عقب إدراج الجزائريين ضمن الرعايا الخطرين على أمن فرنسا''· وتضيف مصادرنا أن غيون لعب دورا كبيرا ومباشرا لإقناع السلطات في فرنسا من أجل مراجعة موقفها من الجزائر ضمن قائمتها السوداء عقب اللقاء في الجزائر· وبالموازاة مع حرص الجزائر على عدم إبداء أي اهتمام ظاهر بموضوع من سيخلف أليو ماري بالرغم من أهميته البالغة بالنسبة لها، إلا أن مصادرنا ترجح أن اختيار ساركوزي يعود بالأساس إلى ثقل الحنكة الدبلوماسية لآلان جوبيه ومساره المهني في الدولة الفرنسية، ورغبة منه في استدراك كل أخطاء الآلة الدبلوماسية التي ارتكبها سابقيه برنار كوشنير وميشال أليو ماري، خاصة وأن اليسار واليمين في فرنسا يعتبران مجتمعين أن ''آلان جوبيه كان ولا يزال الرجل الوحيد في كل الأوقات بفرنسا الذي قاد حقيبة بلده دون خطأ وتركها دون أن تسجل عليه الساحة أي مؤاخذات''، وهي الخبرة التي يفتقدها كلود غيون· وأفادت مصادرنا أيضا أن موقف الجزائر غير المعلن إزاء تقلد جوبيه الخارجية الفرنسية، لا يختلف كثيرا عما لو كان قد تقلدها غيون ''كون لجوبيه قدر كبير من التجربة والخبرة ما يجعله جدير بمهمة إعادة التوازن للشؤون الخارجية وبتوخي وتجنيب التشنجات مع أقرب البلدان إلى فرنسا''، بالإضافة إلى ذلك، معرفته الجيدة بالجزائر ومسؤوليها·