قال حماري وهو ''يخبش'' جثته الضخمة·· لقد تأكدت من شيء يا صديقي·· قلت له·· هات ما عندك أيها الحمار الأجرب·· قهقه وقال·· والله ليس بمجنون·· ليس بمجنون·· القذافي يعرف ما يفعل·· قلت له·· سبحان الله هل رأيت عاقلا يقتل شعبه؟ قال·· نعم رأيت والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك·· قلت مندهشا·· أفهم أنك تتعاطف معه فيما يقوم به؟ نهق مستنكرا كلامي وقال·· أعوذ بالله من شرك يا أخي·· كيف لي أن أتعاطف مع هذا السفاح·· فعلا هو مجرم ولكن ليس بمجنون كما يدعي البعض·· قلت·· وكيف توصلت إلى هذه النظرية العبقرية التي جاءت بعد طول تفكير؟ قال·· اسمع لو كان مجنونا ما استطاع تدجين شعبه لمدة أربعين سنة أو أكثر·· من يفعل هذا عقله في رأسه ويعي جيدا ما يفعل·· قلت·· الحكام كلهم مجانين ويحكمون حتى يموتون·· قال·· هذه القاعدة سابقة أم الآن ما يسلك منها غير طويل العمر·· قهقهت عاليا وقلت·· طويل العمر؟ تقصد أصحاب الدشدشات والقمصان؟ قال·· آه كم تحب أن تنتقل من موضوع لآخر·· لم أقصد هؤلاء الذين يولدون أمراء وملوك وأولياء عهد·· أقصد شيئا آخر·· قلت·· ولكن جميل أن تولد أميرا؟ نهق حماري وكأنه تخيل نفسه موضع الأمير وقال·· آه فرصة ليست في متناول الجميع·· قلت·· لا تحلم يا حماري·· قدرنا نحن مرسوم على الجبين ولن تمحوه اليدين·· الأفضل لك أن تستمر في تحليل وضع ذلك المجنون العاقل عوض أن تحلم أحلاما غريبة·· قال·· إذن كيف سيكون مصيره؟ قلت·· كل الاحتمالات واردة ولكن يبدو أنه أكثر قدرة على التحمّل من سابقيه··