تشهد مناطق متفرقة من ليبيا تصعيدا عسكريا منذ صباح امس الجمعة, حيث اندلعت معارك بين الكتائب الأمنية والثوار في أجدابيا والبريقة في شرق البلاد ورأس لانوف (وسط) والزاوية قرب العاصمة في الغرب, كما اتسع نطاق الاحتجاجات بعدة مدن على رأسها طرابلس, بعد صلاة الجمعة, للمطالبة برحيل العقيد معمر القذافي. وأكد مراسل الجزيرة اندلاع المعارك في الزاوية ورأس لانوف, مشيرا إلى أن سكان تلك المناطق خاصة في مدينة الزاوية يتحدثون عن "مجزرة", حيث تستخدم كتائب القذافي المدفعية, وتمنع فرق الإسعاف من عملها. وقال شاهد عيان إن قتلى من المدنيين سقطوا خلال المعارك، وقال إن كتائب القذافي استخدمت قذائف مضادة للطائرات وقذائف مضادة للدروع ضد الثوار. كما قال الصحفي عبد الجبار منصور من الزاوية إن المعارك تتركز عند منطقة الحرشة بالمدخل الغربي للمدينة, مشيرا إلى أنه لا يوجد تحليق للطيران في المنطقة. وتقع مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس. ووقع انقسام بين كتائب القذافي في ميناء راس لانوف المخصص لتصدير النفط, وسقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين عناصر هذه الكتائب. جاء ذلك بينما أفادت مصادر أن ثوار ليبيا سيطروا على مدينة العقيلة غرب مدينة البريقة النفطية. وقال صحفي من العقيلة إنه لا توجد أي عمليات إنزال من جانب كتائب القذافي بحقول النفط. كما إن معارك اندلعت أمس في راس لانوف وأجدابيا. وقريبا إلى الغرب في مدينة البريقة أعلن الثوار حالة التأهب لصد هجمات وغارات جديدة متوقعة من جانب كتائب القذافي, وذلك بعد ساعات من قصف جوي استهدف مواقع الثوار والطرق المؤدية للبريقة. وأكد فرج المغربي -وهو صحفي من البريقة- أن الثوار يسيطرون على المدينة في ثالث يوم تتعرض فيه لقصف من الكتائب التابعة للقذافي. كما أكد استعداد الثوار لصد أي هجمات قد تشنها تلك الكتائب, مشيرا إلى رفض أي حوار مع القذافي لا يفضي إلى رحيله. وكانت كتائب القذافي قد استولت على البريقة لساعات أول أمس قبل أن يعاود الثوار السيطرة عليها، وانسحبت القوات الحكومية غربا لإعادة تنظيم أنفسها فيما يبدو. يشار إلى أن البريقة تعد بوابة منطقة الشرق الليبي، ولاسيما حقول النفط وموانئ تصديره. وفي هذا السياق, قال المعارض الليبي محمد فايز جبريل إن هدف القذافي من ضرب أهداف في البريقة هو محاولة السيطرة عليها واللعب بورقة النفط من خلال بث المخاوف في السوق الأوروبية التي تعتمد اعتمادا كبيرا على النفط الليبي. وأعاد الثوار تمركزهم في مدينة أجدابيا التي تعرضت امس الجمعة لقصف من الكتائب التابعة للقذافي استهدف مستودعات للذخيرة. وفي مصراتة, التي يسيطر عليها الثوار, حدث تجمع حاشد, بعد صلاة الجمعة, مع مطالبات من متظاهرين بالتوجه إلى طرابلس. وفي وقت سابق قالت مصادر للجزيرة إن المدينة تعرضت لقصف شنته كتائب القذافي. وقال الناشط السياسي من مصراتة مفتاح عبد الحميد إن الثوار يتوقعون هجمات جديدة, وأكد سلمية الثورة واستمرارها، وشدد على أن هدف الثورة هو إقامة دولة مدنية تقوم على الدستور والتداول الحقيقي للسلطة. من ناحية أخرى, ذكر موقع "ليبيا اليوم" الإلكتروني المعارض أن سكان مدينة نالوت بغرب البلاد رفضوا عرضا بقيمة 250 ألف دينار ليبي لكل أسرة من الأسر التي توافق على دعم القذافي. جاء ذلك في حين أعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار أنه لا مجال أمام المشاركين في الانتفاضة سوى النصر أو الموت. وقال عبد الجليل وهو وزير عدل سابق إن المحتجين لن يتوقفوا إلى أن يحرروا البلاد كلها. وأشار إلى بيان تأسيسي لشباب ثورة 17 فبراير يشدد على رفض التدخل الخارجي, وقال إن هناك اتجاها لدى البعض للقبول بضربة جوية تستهدف مواقع المرتزقة بشرط عدم وجود قوات أجنبية على الأرض. وذكر المراسل أن حالة تعبئة قد تعلن في وقت لاحق لتجنيد مزيد من المتطوعين وتدريبهم.