عاش المركز الثقافي الإسلامي لولاية باتنة على وقع الإبداع والفن من خلال الأيام التحسيسية حول الخط العربي، وذلك على هامش فعاليات معرض للوحات فنية تبرز غنى الخط العربي من الناحية الجمالية وإمكانية الاعتماد عليه سواء أكان رقعي أو نسخي أو ديواني أو ثلثي أو مغربي أو كوفي وغيره في إضفاء طابع خاص على الأعمال الفنية من خلال مزج الألوان بالحروف التي قد تتحوّل بمهارة الفنان إلى تحف فنية مميزة· وتضمنت التظاهرة كذلك جناحا لعرض أهم كتب ومراجع تعليم الخط العربي والوسائل المستخدمة في كتابته سواء كانت تقليدية أو حديثة، مما يمكن المهتمين من الإلمام بهذا النوع من الفنون الذي ازدهر، حسب ما ورد في كتب التاريخ، لما بلغت الحضارة الإسلامية أوجها· وكانت هذه الفعاليات، حسب رئيس جمعية المرسي الخطاط إسماعيل مدور، تسعى إلى التعريف بجماليات الخط العربي وتعليم مبادئه للناشئة وبخاصة المتمدرسين منهم، إلى جانب اكتشاف مواهب شابة في هذا المجال والعمل على إعادته إلى الواجهة كفن يستحق الاهتمام والتطوير على غرار الفنون الأخرى· وقد شمل برنامج هذه الأيام التحسيسية محاضرات وعرض أشرطة مرئية حول تطور الخط العربي وأنواعه وأهم القواعد التي يرتكز عليها تعليمه ثم استخداماته الفنية والجمالية المتنوعة، بالإضافة إلى تنشيط ورشات تطبيقية يشرف عليها خطاطون للتعريف بأسرار الأنواع المشهورة من الخط العربي وفي مقدمتها الرقعة والنسخي· وقد شارك في هذه التظاهرة التي لفتت إليها انتباه الجمهور في يومها الأول ما يقارب 20 خطاطا من مختلف أنحاء ولاية باتنة ومشاركين إثنين من المسيلة وبسكرة، فيما يتطلع أعضاء جمعية المرسي إلى تنظيم ملتقى وطني للخط العربي بمدينة باتنة يجمع ألمع الخطاطين على مستوى الوطن لتبادل الخبرات في هذا الميدان·