اختتمت أمس بالمركز الثقافي الإسلامي بولاية باتنة الأيام التحسيسية الخاصة بفن الخط العربي والتي تواصلت فعالياتها على مدى أسبوع كامل بمبادرة من جمعية ''المرسي للخط العربي». وأوضح رئيسها إسماعيل مدور أن الهدف من هذه الأيام التحسيسية هو التعريف بجماليات الخط العربي وتعليم مبادئه للناشئة واكتشاف المواهب الشابة في هذا المجال ويتطلع أعضاء جمعية ''المرسي'' إلى تنظيم ملتقى وطني للخط العربي بولاية باتنة يجمع ألمع الخطاطين على المستوى الوطني من اجل تنمية وتبادل الخبرات في هذا الميدان. وشمل برنامج هذه الأيام التحسيسية التي نشطها حوالي عشرين خطاطا من مختلف مناطق ولاية باتنة بالإضافة إلى مشاركين من ولاية المسيلة وبسكرة، محاضرات متنوعة وعرض أشرطة مرئية حول تطور الخط العربي وأنواعه وأهم القواعد التي يرتكز عليها تعليمه ثم استخداماته الفنية والجمالية المتنوعة، بالإضافة إلى تنشيط ورشات تطبيقية اشرف عليها خطاطون مختصون للتعريف بالأنواع المشهورة من الخط العربي وفي مقدمتها ''الرقعة'' و''النسخي''. كما تم تخصيص ورشة خاصة يستطيع خلالها أصحاب منطقة باتنة من المهتمين بالخط العربي معرفة الطريقة المثلى لتحضير الورق الذي يخط عليه وذلك يكون عن طريق إشباع أي ورقة عادية بمستخلص الشاي ليتم دهنها فيما بعد بخليط مكون من زلال البيض ومادة ''الشب الأبيض''، على أن يصقل بعدها بمادة ملساء مثل الزجاج أو الرخام ثم تحفظ لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة لتكون جاهزة للاستعمال . ونظمت على هامش هذه التظاهرة نشاطات متنوعة وثرية منها معرض للوحات الفنية تبرز غنى الخط العربي من الناحية الجمالية وإمكانية الاعتماد عليه سواء أكان ''رقعي'' أو ''نسخي'' أو ''ديواني'' أو ''ثلثي'' أو ''مغربي'' أو ''كوفي''، في إضفاء طابع خاص على الأعمال الفنية من خلال مزج الألوان بالحروف التي قد تتحول بمهارة الفنان إلى تحف فنية مميزة. كما خصصت إحدى زوايا المعرض لعرض أهم الكتب والمراجع الخاصة بتعليم الخط العربي وكذا الوسائل التقليدية والحديثة المستخدمة في كتابته مما يمكن المهتمين بهذا الفن من الإلمام بهذا النوع من الفنون الذي ازدهر لما بلغت الحضارة الإسلامية أوجها.