وقال بحليطو·· طار عزرين إلى اليمن السعيد الذي فجع في أبنائه الذين تضرج دمهم برصاص علي صالح، نزل إلى ميدان التحرير·· ضحك من كل قلبه وهو يتابع مسرحية ساخرة عن نظام علي صالح اللاصق بالكرسي كالعلكة الذائبة·· صعد إلى المنصة والتحق بالممثلين، وطلب الكلمة·· ولم يصدق الثوار الشباب أن عزرين دمعت عيناه وهو يتحدث عن شهداء ثورة اليمن، صفقوا له عندما قال لهم، إنه اختار صف الثوار وإنه جاء ليساندهم في مسعاهم من أجل تغيير النظام·· وقال لهم، إنه حزين على ما يحدث لشباب الثورة من بطش من علي صالح، لكنه بشرهم أنهم منتصرون برغم تواطؤ الأمريكان والعرب الآخرين مع النظام·· وقال لهم، إنه جاء ليخلّصهم من علي صالح الذي حكمهم أكثر من 40 سنة·· وعندما اختفت الشمس من السماء، توجه عزرين إلى علي صالح الذي وجده متحصنا في قصره·· دخل عليه، ووجده مختبئا تحت لحافه·· وخاطبه، انهض يا علي صالح، ألم تشبع من الحكم، ألم تتعب، فقال علي صالح.. من؟! من أنت؟! وعندئذ أجابه عزرائيل، ''أنا عزرين··'' فخرّ علي صالح باكيا وهو يقول ''لا، لا أريد أن أموت الآن·· أتركني قليلا، على الأقل إلى غاية انتهاء عهدتي''، فرد عزرين ''لا·· لست هنا لأقبض روحك·· أنا هنا، لأطلب منك أن تخجل قليلا وتحشم على نفسك يا علي·· ألا تفهم، روحك؟! لقد كرهوا منك، لقد تعبوا من وجهك ومن كلامك الكاذب، ومن جنونك بالسلطة·· ارحل يا علي، ارحل يا هذا''، لكن علي راح يتودد لعزرين ''أنا لا أريد الرحيل قبل العقيد زنفة، زنفة، لا أريد أن يحدث لي مثل الزين، أو مبارك··''، فقال له عزرين ''صه يا علي·· انظر إلى يديك، إنها مضرجة بدم شعبك، لابد أن ترحل، وأن ترحل الآن··''، وهنا استجمع علي قوته وشجاعته وقال ''أنت عزرين، ولا دخل لك في شؤون اليمن الداخلية·· أنا حاربت القاعدة، أنا حاربت الحوثيين، أنا حاربت الانفصاليين، وأنت ماذا حاربت''، فقال عزرين ''أنا هنا بصفتي ثائر ضد كل الطغاة أمثالك يا علي··''، فقال علي ''هيا تعال نعقد صفقة'' وعندئد غضب عزرين وخلع حذاءه، وانهال عليه بالضرب فارتفع صراخ علي وهو يصيح·· ''لن أرحل، لن أرحل''·