وصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ما يجري في بلاده حاليا بأنها محاولة انقلابية لها أجندتها، وقال إنّ أي محاولة للاستيلاء على السلطة يمكن أن تؤدي لحرب أهلية، مطالبا القادة العسكريين الذين أعلنوا تأييدهم للثورة بالتراجع وعدم الخوف مما وصفه بالإرهاب الإعلامي، معتبرا أن المنشقين تعرضوا للتضليل. قال صالح في كلمة أدلى بها اليوم أمام اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إن على من يريدون الصعود إلى السلطة عبر انقلاب أن يدركوا أن زمن الانقلابات قد انتهى وأن يعرفوا أن هذا مستحيل وأن البلاد لن تعيش في استقرار حيث إن الشعب مسلح وستندلع حرب أهلية، وخاطب صالح القيادات العسكرية التي أعلنت انضمامها للثوار »على تلك القيادات العسكرية العودة إلى جادة الصواب«، وأكد أن المسؤولية العسكرية تتمثل في الحفاظ على أمن الوطن وأن أي انقسام في المؤسسة العسكرية سيكون له أثر سلبي على البلاد، وطالب هذه القيادات بأن تتحمل مسؤوليتها برباطة جأش وأن لا تخضع »لإرهاب الإعلام«. واعتبر الرئيس اليمني أن القادة المنشقين هم »ضحية للتضليل«، متهما الإعلام بلعب دور رئيسي فيما شهده اليمن من أحداث دامية، كما اعتبر أن الشباب المشاركين في الثورة مضللون وضحايا لأجندات مختلفة حيث يتمرد البعض في الشمال بهدف إعادة حكم الأئمة ويتمرد البعض في الجنوب بهدف الانفصال. وجاءت كلمة الرئيس اليمني بعد قليل من أنباء عن قيام شخصيات يمنية وسعودية بوساطة لإنهاء الأزمة في اليمن تقوم على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك بعدما أنهى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي زيارة للسعودية سلم خلالها رسالة من صالح لملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مساء الاثنين. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الرئيس اليمني طلب وساطة سعودية لدى قيادات المعارضة وشيوخ القبائل، كما ترددت أنباء أنه قد يعرض التنحي خلال ستة أشهر مقابل تهدئة يتفق عليها الطرفان. على صعيد آخر، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي »بِن رَد« إن واشنطن تعمل على إجراء حوار سياسي بين أطراف الأزمة اليمنية لإنهاء ما سماه العنف في اليمن، في حين أفاد مصدر بالسفارة الأميركية في صنعاء أن السفارة تتابع التطورات، مشيراً إلى عدم الاعتراض على مطلب رحيل الرئيس صالح، لكنّه دعا إلى شرح الخطوات التي تعقب ذلك. وتعرض الرئيس اليمني لضغوط إضافية أمس بعد قرر الأعضاء المنشقون عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم تشكيل كتلة أطلقت عليها اسم »التغيير والبناء« وأعلنت دعمها للثورة، وجاء ذلك بعدما شهدت الساعات الماضية ضغوطا متواصلة حيث أعلنت أعداد متزايدة من المسؤولين والسفراء ورجال القبائل الاستقالة وتأييد ثورة الشباب. كما جدد رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني دعوته الرئيس صالح إلى التنحي، وأكد أنه بات واضحا عدم قدرة الأخير على إدارة البلاد، كما دعا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الانضمام إلى ثورة التغيير مع بقية الشعب اليمني. وفي مقابل هذه التطورات، قال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، إن القوات المسلحة تساند الرئيس ولن تسمح بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو انتهاك لأمن الوطن والمواطنين.