استجاب آلاف السوريين إلى دعوة ''جمعة الغضب أو جمعة الكرامة''، حيث خرجوا من المساجد مطالبين بالإصلاح السياسي، غير ذلك الذي اقترحته بثينة شعبان،سامية بلقاضي مستشارة الرئيس بشار الأسد· تأتي هذه المسيرات، التي وصفتها وسائل الإعلام، بأنها حاشدة، على اعتبار أنها نجحت في إشراك الآلاف من المتظاهرين الغاضبين على النظام الحاكم، ليس فقط في مدينة درعا، التي عرفت أولى الاحتجاجات وإنما جابت العديد من المدن السورية وصلت للعاصمة دمشق، حمص، اللاذقية وغيرها من المدن· والحال أن خروج الحركة الغاضبة من مدينة درعا لتشمل بقية التراب السوري بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته مستشارة الرئيس جاء بمثابة الرد الصريح على كل الوعود الهادفة للإصلاح في البلاد، في إشارة إلى أنها جاءت متأخرة على حد تعبير الشعارات المرفوعة من طرف المتظاهرين· وتفيد الأخبار أن السلطات السورية التي أكدت على أنها استوعبت رغبة الشعب في التغيير، لم تمانع في إجراء جملة من الاعتقالات الاحترازية، حيث تم إلقاء القبض على مجموعة من الناشطين الحقوقيين والمعارضين للنظام القائم قبل العودة وإطلاق سراحهم، في غضون ذلك تعاملت قوات الأمن مع المتظاهرين بطريقة لم تختلف كثيرا عما حدث في كل من تونس، مصر ويحدث اليوم في اليمن· فقد تم قمع المظاهرات والمسيرات السلمية بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما جعل المنظمات الدولية تتحدث عن خسائر بشرية قدرت بمئات القتلى، في حين أن الأرقام الرسمية تؤكد على أن عدد القتلى لم يتجاوز الثلاثين، مع ضرورة الإشارة إلى أن الرواية الرسمية السورية تشير إلى أن القتلى راحوا ضحية ''عصابة مسلحة'' حاولت زرع الفتنة في البلاد· المثير أن الحركة الاحتجاجية امتدت، حسب الأخبار الواردة، إلى هضبة الجولان المحتلة من طرف إسرائيل، حيث رفع السكان شعارات تنادي بالإطاحة بالنظام الذي ''تخلى عنهم''، لتشمل بذلك أهم المناطق في سوريا، على عكس ما يسعى النظام تأكيده بتصريحات من قبيل ''الاحتجاجات مفتعلة من طرف أيادي خارجية''، الأمر الذي يقول عنه المعارضون في سوريا على أنه محاولة يائسة لقمع إرادة الشعب السوري· هذه المعارضة التي نادت إلى الاستمرار في التظاهر إلى غاية إسقاط النظام، بعدما أكدت أن الإصلاحات السياسية التي تحدثت عنها مستشارة الرئيس ركزت على المطالب الاجتماعية الاقتصادية، دون التركيز على المطالب السياسية في إشارة إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات العامة في البلاد· ومع أن المعارضة السياسية في البلاد تعرضت إلى تضييق كبير، إلا أن الشخصيات المعارضة في الخارج أبدت تأييدها للحركة الاحتجاجية الحاصلة لأول مرة في سوريا منذ اعتلاء بشار الأسد سدة الحكم·