انضاف اسم ميدان جمال عبد الناصر وسط العاصمة الأردنية عمان إلى قائمة الساحات العربية التي باتت قبلة المحتجين والمطالبين بالإصلاح، فقد خرج آلاف الأردنيين للميدان المذكور من أجل التظاهر في مسيرة قيل أنها الأكبر في المملكة منذ ثلاثة أشهر، بداية موجة الاحتجاجات المطالبة بالتغيير· وكغيرها من المسيرات العربية التي انطلقت سلمية سرعان ما شهدت انزلاقا بعد تدخل قوات الأمن وسقوط قتيلين وما لا يقل عن 120 جريحا، حسب الأخبار الواردة من الأردن· وفي الوقت الذي تشير فيه المعارضة إلى أنها وجدت نفسها عرضة لقمع أمني واعتداء ممن اطلق عليهم ''البلطجية''، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الأردني، السيد معروف البخيت تؤكد على أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد سببها تحريض التيار الإخواني، في إشارة إلى أن إخوان الأردن تلقوا تعليماتهم من حركة الإخوان في مصر· هذه الاتهامات التي رفضها الإخوان، الذين أكدوا من جهتهم أن المتظاهرين رفعوا شعارات يشترك فيها غالبية المواطنين، على اعتبار أنهم طالبوا بإصلاحات اقتصادية وسياسية ومكافحة الفساد· هذا إلى جانب المطالب المتعلقة بالشق السياسي في مقدمتها تعديلات دستورية تسمح للغالبية النيابية بتشكيل الحكومة بدلا من أن يعين الملك رئيس الوزراء· المثير أن تأكيد الإخوان بخصوص كون المتظاهرين في أغلبيتهم من الشباب البعيد عن الأحزاب السياسية، تأكد من خلال تأكيد حركة شباب 24 مارس استمرارها في الاعتصام إلى غاية الاستجابة لمطالبهم· بهذا الخصوص يستشهد العارفون بالشأن الأردني على أن المتظاهرين في غالبيتهم من الجيل الجديد، يطالبون بإسقاط مدير المخابرات وحل هذا الجهاز، في الوقت الذي رفعت فيه شعارات تطالب بملكية دستورية، في غضون ذلك أعلن 16 عضوا من لجنة الحوار الوطني استقالتهم بعد أقل من أسبوعين على تشكيل اللجنة المكونة من 52 شخصا في محاولة من الحكومة والقصر الملكي لإيجاد حلول لمطالب الشعب الأردني الغاضب من تدهور أوضاعه·