ما يزال إصرار السلطات السورية على تأكيد رواية ''العصابة المسلحة'' التي تسعى، حسب تصريحات الداخلية السورية، إلى بث التشويش، على اعتبار أن المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن خرجت من مدينة درعا، جنوب العاصمة دمشق، لتصل إلى مدينة اللاذقية الساحلية، مسقط رأس آل الأسد· إذ تشير الأخبار الواردة إلى سقوط 12 شخصا في اشتباكات شهدتها المدينة أمس الأحد، في الوقت الذي تؤكد فيه الأرقام الرسمية سقوط ما لا يقل عن عشرة أعوان أمن، في إشارة إلى أن المتظاهرين كانوا يحملون السلاح، في إشارة إلى أنهم كانوا أول من لجأ للعنف· الجدير بالذكر بهذا الخصوص أنها مدينة اللاذقية تشهد انتشار الاضطرابات لأول مرة، بعد أن سعى النظام للتأكيد على أن المظاهرات تقتصر على مدينة درعا، غير أن الأخبار باتت تؤكد على انتشار الحركة الاحتجاجية وصولا إلى محاولات للخروج في العاصمة دمشق· تأتي هذه الموجة الشعبية الغاضبة في الوقت الذي أكد فيه القصر الرئاسي تسطير جملة من الإصلاحات من شأنها الاستجابة لمطالب الشعب على المستوى السياسي والاقتصادي، غير أن استمرار الاحتجاج جاء ليؤكد مرة أخرى عدم ثقة المتظاهرين في الوعود بالإصلاح، حيث شهدت بعض مدن سوريا لأول مرة إضرام النار في مراكز الشرطة مقار حزب البعث، هذا إلى جانب تخريب جملة من المنشآت الاقتصادية الخاصة التي تعود ملكيتها لأقارب الرئيس بشار الأسد· في إشارة إلى الفساد المالي والانتفاع بالمال العام من غير وجه حق، وهو أحد أسباب غضب الشارع السوري، الذي يبدو أنه مصر على الاستمرار في التظاهر من أجل تغيير الدستور وإلغاء سيطرة حزب البعث على الحكم·