علاقتي بالشعر تشبه تماما علاقتي بقطتي الشيرازية.. إنها تعاملني كخادمة لها وتتأفف وتهز ذيلها بعصبية إن تأخرت أو تكاسلت في آداء واجباتي نحوها إنها تختصر وجودي فيكوني حيوانا طويل القامة موجودا في غابتها الصغيرة ليهتم بمأكلها ومشربها وتنظيف مكان نومها مكان وقضاء حاجتها وحمايتها من القطط الضالة التي تترصد النافذة وأيضا التربيت على عنقها حتى تنام.. وهي تنام ساعات طويلة وتصحو لتتسلى بي.. تخربشني وتعضني وتصرخ في وجهي.. تتصورون أني أقول كلاما غريبا؟ وتتساءلون هلأنا شاعرة أم بيطرية؟ الشعر مثلها تماما يتعامل مع الشعراء بفوقية كبيرة ويسخرهم لخدمته: يجب أن يقرؤو كثيرا أن يبقوا مطلعين على ما يكتب في العالم كله.. لا يكتفي بالاطلاع على الشعر بل الاطلاع على القديم والجديد في الشعر والرواية والسياسة والفنون ربما تنفذ كل الأوامر بدقة واخلاص وتجلس في انتظاره ليأتي ويربت على رأسك ويقول لك أحسنت ثم يرمي في حجرك بقصيدة وقد لا يأتي! قد يجعلك تنتظر أياما وشهورا وربما سنوات حتى تيأس من مجيئهفتلتفت الى كرامتك وتفكر في تدبيج مقال اعتزال للشعر أو تقول مثلا أفكر في كتابة رواية هذا أفضل! وعندما تبدأ في ترتيب حياتك على نحو جديد يخرج اليك من قمقم ما في زاوية ما داخلك ويهديك طعما لتعود اليه ويتلذذ بانتظارك له.. إنه سادي أناني يجعلك تحس دائما أنك خادم له وعبد لقدميه.. هكذا تفعل قطتي سما! نسيت أن أقول شيئا مهما عندما أشعر بالوحدة أو الحزنتأتي سما وتحك جسمها على قدمي وتموء بدلال فتسحب كل الطاقة السلبية من جسمي وتهديني طاقة إيجابية سحرية وعندما أتمدد لأخلد إلى النوم تتمدد الى جانبي وتحدق في عيني بحب عميق يجعلني مغمورة بسعادة وطمأنينة بالغتين! ولهذا لا أزال أحب الشعر رغم ساديته المرفوضة جملة وتفصيلا. ------------------------------------------------------------------------ النكتة جديدة وئيدا ينصل من طقس المكان يثلج كأسه ساردا على الفرس البيضاء، تلك التي طفلا امسك قرنا ذهبا في غرتها وصهل ، غربته من يخوّض ذائب الوقت يكشط عن السماء آخر نجماتها ويرجّ الهاوية: اضحك فالنكتة جديدة! كم لي أتلوّى في قبضةٍ؟ كم لي من العمر أنوّع يأسي أحاول هيئة الكائن ويضيّعني الجهدُ؟ وكم لي من القهر أفلّتني من شدّة تتلفني أجسُّ معتم العين علّ عسى والبصيرة ماذا تفيد؟ الّذي يستدقّ من كأسه الأولى وفي الثانية يشفّ شارف بالثالثة تكشّف السريرة وفي نواة طلسمه أشعّ نجمة ذاهلهْ : هيه .. أين؟ : نحن هنا! الناس رمل و الأيام أصابع منفرجة. ظلّ يردد كلما تغضّن ثم عائدا ملاحقا صوتا بعيدا راح يحتال على ضجّتهم بابتسامة موجزه من هذي التي ذوّبت ملح الروح بكأسه الرابعة من التي بنظرة قالت أفهمك؟ بإشاحة فنّد حنانها استحوذ في إطراقة على الحزن كله ليفلت من ضحك يوشح غيابهم وإذ تشتّتت منه المساربُ اقتفى هيئته نحو مرآةٍ تربّص برهة به ثم راح يخمش في ضبابها وجهه