كشف تقرير صادر عن مصالح الفلاحة بالوادي أن ثروة الزيتون شهدت تطورا كبيرا وغير مسبوق في العقد الأخير على مستوى تراب الولاية، ويأتي هذا التقرير ليجسد نجاح هذه التجربة الزراعية رغم بعض النقائص التي عرفتها فيما يتعلق بتشجيع العملية من خلال مشاريع الدعم في شتى تصنيفاته، حيث يثير المستثمرون في هذا المجال الحيوي نقائص عدة منها الحاجة الماسة للدعم بالأسمدة وحتى طرق حمايتها تقنيا من المشكلات المناخية التي تعرف بها منطقة الوادي، خاصة أنه لم يسبق لهم التعامل مع هذا النوع من النبات المثمر· وتكشف حصيلة رسمية لمديرية المصالح الفلاحية أن 5 % من إجمالي المساحة الزراعية بالوادي خصصت لإنتاج الزيتون التي تحتل رقعة مقدرة ب 1200 هكتار· وشهد هذا المحصول بين سنتي 2005 و2006 تحصيل كمية 1496 قنطارا، في حين وصلت هذه الكمية بين السنة الفارطة ومطلع هذا العام 9472 قنطارا كقيمة قياسية لكمية الزيتون المنتج بولاية الوادي· وأشار أحد المنتجين إلى أن هناك بعض المشكلات التي حالت دون تحقيق منتوج وفير كما ونوعا على غرار معضلة زحف الرمال على أحواض أشجار الزيتون، إلى جانب درجة ملوحة المياه ببعض مناطق الوادي، الأمر الذي أثر على نوع ثمار الزيتون ويتجلى هذا خصوصا بمناطق وادي ريغ أين تزداد ملوحة مياها كونها تقع على أراضي مصنفة كشطوط· وقال مزارع آخر أنه يكتفي حاليا بطريقة الحفظ والمعالجة التقليدية من خلال تخليله في سائل حمضي خاص من أجل إزالة مرارة طعمه ومن ثم استهلاكه، مؤكدا أن عمليات عصر الزيتون لاستخراج زيته غير موجودة تماما إلا لدى مستثمر واحد فقط على مستوى ولاية الوادي· جدير بالذكر أن إجمالي الأشجار التي تم زرعها في العقد الأخير، بحسب مدير الفلاحة في تصريح خص به ''الجزائر نيوز''، قد بلغ مليوني شجرة منها الموجه للمائدة والآخر لتحويله إلى زيت زيتون، مشيرا إلى أن زيت زيتون الوادي أثبتت التحاليل المخبرية أنه من أفضل وأجود أنواع الزيوت عالميا للنسبة الضئيلة جدا من الحموضة· وفيما يخص ندرة المعاصر، أكد المدير أن مساعي القطاع متواصلة لتوفير متطلبات المستثمرين، كما أنها تسعى لتشجيع الإستثمار في حقل معاصر الزيتون التي ما زالت مجهولة لدى مواطني الولاية، غير أن تأخر توفر المنطقة على عدد من المعاصر قد يكون له الأثر السلبي على هذا المنتوج الهام·