إذا كانت الجولة الأولى والثانية ابتسمت لبعض الأندية وبأهداف شحيحة، لكنها مهمة من حيث الرصيد وهذا ما يطلبه مدربو اليوم، فمثلا فريق الأحلام أو أصحاب الوصفة الطبية الناجحة من حيث الكم الهائل من اللاعبين الدوليين اتحاد العاصمة الذي حقق انتصارين متتاليين، الأول بصعوبة على حساب شباب باتنة، والثاني كان أصعب على أبناء الحراش، مسجلا ست نقاط ومرتبة أولى، مما يعني أن رفاق لموشية دخلوا مرحلة النقاهة والإستعداد لمرحلة الجد وتفوقوا على الخصوم·· يقال عنها إنها كانت صعبة وأبطلوا كل التكهنات التي أصبحت حسب رأي المختصين في صالحهم، مما يعني أنها رسالة مشفرة للخصوم، وخاصة الفرق التي تريد الإطاحة بفريق الأحلام، لأن أغلب الفرق منها من فاز وتعثر، ومنها من بقي صامدا، فمثلا بطل الجزائرالشلف انهزم في الحوار الأول، وفاز في الثاني وتليه عدة فرق على نفس النمط، بينما رفاق بوعلام أكدوا في اللقاءين الأولين بأنهما فرسان زمانهم وأن ست نقاط متتالية مهمة لمواصلة المشوار ودون حسابات، كما أن هذين الإنتصارين عبارة عن جرعة أكسجين هامة للاعبين، ولهما طعم خاص، خاصة فيما يتعلق بالجهاز الفني والإداري الذي أكد بأن الإتحاد قادم بخطى ثابتة وغير مستعجل، (لأن الصفو تتباهى بالرزانة)، وهذا مثل شعبي عاصمي، وبمعنى أدق فكل شيء جميل يتطلب الرزانة والاعتناء به، لأن كرة القدم هي غذاء، وكساء وهواء، وتحضير عوامل أربعة لها أهميتها في وسط المجموعة، خاصة إذا وظفت بعقلانية، وعلى طريقة يد العارفين لبناء فريق لا يزول بزوال الرجال، حتى ولو أن بطولة الأول المحترف في جولتها الثانية والتي أفرزت عدة معطيات لكل الفرق، فإن الجولة الثالثة، خاصة لدى الفرق المنهزمة والتي لازالت تقبع في المؤخرة فهنا سنشاهد انتفاضة جريئة لهذه الفرق التي ستسعى جاهدة للفوز وللخروج من عنق الزجاجة ولا تترك الفرق التي تسمي نفسها كبيرة على سدة العرش، وعليه فإن الفرق التي حصدت ست نقاط بالنسبة لكرة القدم في جولتين لا تعني شيئا، غير أن الاحتياط واجب والحذر مطلوب في مباريات الجولة الثالثة التي ستحشد تحويرات على سلم الترتيب·