سجل الصالون الدولي للكتاب الجزائر، صبيحة البارحة، زيارة وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتران مرفقا بنظيرته الجزائرية خليدة تومي، بعد أن جمعته معها جلسة عمل في إطار تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين· حيث أكد ميتران أن نهاية أكتوبر المقبل ستعرف إعلان جملة من المشاريع المشتركة· كما انتقد ميتران غلاء أسعار الكتب الفرنسية المعروضة واستغرب قدرة الجزائريين على اقتنائها· ------------------------------------------------------------------------ جاءت زيارة فريدريك ميتران إلى أجنحة الصالون الدولي للكتاب، بالمركب الاولمبي 5 جويلية، سريعة للغاية، قادته إلى عدد من دور النشر الجزائرية واللبنانية والمصرية وكذا الفرنسية، حيث توقف بداية عند جناح المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، واطلع على جملة مطبوعاتها في التراث والتاريخ، وأشاد بالمناسبة بأعمال الروائي الراحل محمد ديب، كما لفت انتباهه كتاب انيق عن مدينة بسكرة لصاحبه محمد بلحي، الذي وقع الكتاب للمسؤول الفرنسي الذي قال ''أشعر فعلا بالضيق في زيارتي الأولى للمعرض، هي فعلا مأساة أن لا أملك ما يكفي من الوقت للتعرف على الكتب المنشورة عندكم، كنت سأقضي يوما كاملا بين أجنحة العرض''، علق ميتران في غمرة إعجابه بالعناوين· أما عند ديوان المطبوعات الجامعية (موفم)، انجذب الوزير إلى كتاب الطبخ الجزائري وقال ''املك كتبا كثيرة عن الطبخ الجزائري، واعرف أسراره أيضا''· حصد ميتران في طريقه عبر دار القصبة، الشهاب، وديوان المطبوعات الجامعية، عناوين شتى، منها روايات لفضيلة مرابط، والرسام الكاريكاتوري ''هيك''، علي قادر، ومليكة مقدم التي قال عنها ''هي صديقتي أحب ما تكتب''، قبل أن يعترف لنظيرته تومي ''أملك مكتبة كاملة خصيصا لأدب شمال إفريقيا، لهذا تهمني كل هذه العناوين''· سأل ميتران ممثلي دور النشر الفرنسية، خصوصا ''غاليمار'' و ''هاشيت''، عن أسعار الكتب الفرنسية المعروضة في الجزائر، فأخبره المسؤولين أن الأثمان تصل إلى ثلاثة أضعاف السعر الفرنسي، ما استغربه الوزير بقوله ''يجب أن نمكن كل الشرائح الاجتماعية في شراء الكتاب الفرنسي، بما فيه الكتاب الفرانكفوني''، معتبرا الأسعار المعروضة مبالغ فيها· كما استعلم عن حجم التبادلات بين الجزائروفرنسا في مجال الكتاب، فاخبر أنها لا تتعدى ال 11 بالمائة إلى 15 في أقصى الحالات· في المقابل استحسن سياسة الناشر في الجزائر التي تدعم سعر الكتاب، رغم غلاء الورق في الأسواق العالمية، واجتهاد الناشرين في امتلاك مطابعهم الخاصة· وعن المكتبات المتنقلة استعلم الوزير لدى تومي عن توزيعها جغرافيا، وأكد لها أن فرنسا تعاني هي الأخرى من حالات لسوء استغلال هذه المكتبات، بسبب تقصير المسؤولين المحليين في تطبيق توجهات القطاع· سئل الوزير الفرنسي ظاهرة انعكاس الثورات العربية على الإنتاج الأدبي، فأجاب بالقول ''كل ما يغذي الحياة الحميمة والجماعية طبيعي أن نجد له اثر على الإبداع الأدبي· ومن الطبيعي أن تنعكس الظروف السياسية في أي بلد على أعمال كتابها، بما فيه الأدب العربي، لكن من جهتي أنا أفضل قراءة الكتب الأدبية، وليس التي يحلل أصحابها الأحداث الراهنة لأنهم بطريقة أو بأخرى، هم جزء من أحد الأطراف المتصارعة· بينما الكتاب الأدبي فيأخذ الحدث من وجهة نظر فكرية و روائية وشعرية·· الأفضل أن تكتفي المستجدات السياسية بما لها من صفحات الصحف اليومية''·