قلل وزير الثقافة الفرنسي ''فريدريك ميتران'' من شأن فيلم ''الخارجون عن القانون'' لمخرجه رشيد بوشارب، وقال إنه رغم الجماليات والتقنيات الفنية التي تؤهله للمنافسة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان ''كان'' السينمائي، إلا أنه من حيث المضمون، يبقى مجرد خيال وتهويل لا يمت للوقائع التاريخية بصلة. وأكد ''ميتران'' في حوار لصحيفة ''نيس ماتان'' الإقليمية نشر أمس، بأن الحرية في أي عمل إبداعي يجب أن تكون كاملة وغير محدودة، مضيفا ''لا نستطيع التحدث بتجرد وموضوعية عن حرب الجزائر، وفيلم بوشارب، حسب مشاهدتي، نال نصيبه من الحرية في تصويره لحرب الجزائر، غير أنه يبقى روائيا وخيالا وليس فيلما وثائقيا تاريخيا''. ويعاكس موقف الوزير الفرنسي حقيقة المجازر الرهيبة التي ارتكبتها فرنسا في الثامن ماي ,1945 وهي الحقيقة التي اعترف بعض الساسة في باريس ودراسات وكتب لمؤرخين فرنسيين آخرها كتاب ''قصة مجزرة معلنة'' ل''جان لويس بلانش'' الصادر مؤخرا. من ناحية أخرى، تأتي تصريحات المسؤول الفرنسي، ساعات فقط بعد الانتقاد الذي وجهته وزيرة الثقافة خليدة تومي أول أمس عبر حصة ''بكل صراحة'' للقناة الإذاعية الثالثة، إلى الأطراف الفرنسية التي هاجمت الفيلم، حيث استهجنت تلك المواقف الداعية إلى منع ''الخارجون عن القانون'' من المشاركة في ''كان'' واصفة الأمر ب''مدعاة للسخرية''. واعتبرت خليدة تومي أن موقف الأمانة الفرنسية العامة لقدامى المحاربين التي قادت الحملة وقدمت معلومات مغلوطة عن الفيلم، مناف لمبدأ ''حرية الإبداع'' الذي تعتبره الدولة الفرنسية مقدسا ونددت في الوقت ذاته، مشيرة إلى أن مصدر معلومات الجمعية جاء من المصالح التاريخية التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية التي قادت حربا بسيكولوجية ضد الجزائريين في سنوات الاستعمار. كما أكدت تومي بأن المعلومات التي ''تدين'' فيلم بوشارب هي نفسها التي زعمت بأن الشهيد العربي بن مهيدي مات منتحرا بالرغم من اعتراف ضباط في الجيش الفرنسي بقتله، في إشارة منها إلى مذكرات الجنرال ''بول أوساريس''. وقالت وزيرة الثقافة في السياق ذاته، إنه يتوجب على مهاجمي الفيلم الرد عليه بطريقة حضارية وهادئة، مضيفة أن بوشارب أعطى في ''الخارجون عن القانون'' فكرة حقيقية لواقع الأسر الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي، وأشار إلى الظروف والضغوطات التي دفعتهم إلى الهجرة بعيدا عن بلادهم، وروى كيف تشتت الأسر الجزائرية وكيف ضاع مستقبل أبنائها من خلال مشاركتهم في حرب الهند الصينية ودخولهم السجون الفرنسية''، على حد تعبيرها.