تعد القواميس والكتب العلمية المتخصصة ضالة الطلاب والباحثين، بما تحتويه من معلومات تساعد على التحصيل العلمي من جهة، والاضطلاع على جديد الأبحاث العلمية من جهة أخرى، إلا أن واقع هذا النوع من الكتب في الجزائر وافتقارها له، يجعل الكتب والمعاجم الأجنبية بديلا لها، إلا أن أسعارها المرتفعة تبقى المشكلة التي تواجه العديد من طالبيها· ''الجزائر نيوز'' قامت بجولة في الصالون الدولي للكتاب، بحثنا فيها عن الكتاب العلمي المتخصص والقواميس والمعاجم، وكانت غايتنا مقارنة المنتوج المحلي منها مع الأجنبي من حيث المضمون والسعر· كتب الجزائر العلمية: قديمة المحتوى وعقيمة البداية كانت مع الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، هذا الأخير الذي وإن اهتم بالكتاب الجامعي وأعطى له مساحة كبيرة، إلا أن مضمون كتبه بما فيها المتخصصة في التكنولوجيات والأبحاث يعد عقيما جدا، حسب أستاذ جامعي في الفيزياء، الذي أكد لنا أن عقم الكتب العلمية في الجزائر هو من عقم الأبحاث ليس إلا، حيث لا تحتوي الكتب على أي جديد، وفي الغالب تضم دروسا ومحاضرات نظرية تقدم في الجامعات ويتم تزويقها وطبعها على أنها كتب علمية، في حين ما زالت متوقفة في ما وصلت إليه الأبحاث في القرن الماضي· ولم يسلم القاموس الجزائري من جهته، من عيب قِدم محتواه، حيث تكتفي دور النشر الجزائرية بإعادة طبع القواميس في حلل جديدة دون تغيير المحتوى، كما هو الحال بالنسبة لقاموس ''الطلاب'' لدار الكتاب الحديث الجزائرية، وقد حاولت هذه الدار تقديم قواميس خضعت إلى التعديل والتحديث، ولكن ليست جزائرية، كما هو الحال بالنسبة لقاموس ''نوبل'' الذي تمت ترجمته في مصر وتعدى سعره 1500 دينار· البحث عن الكتاب العلمي المعرب وبالدار الجامعية للنشر والتوزيع ''الإسكندرية''، عرضت كتب متعلقة بالتجارة ككتاب ''حوكمة الشركات والأزمة المالية''، للدكتور طارق عبد العال حماد ب 1300 دينار· وبحسب القائم على الدار، فإن الإقبال على الكتب العلمية والجامعية العربية كبير، حيث تنفد في الغالب الكمية التي يتم جلبها، خصوصا وأن بعض الطلاب الجزائريين يميلون إلى اقتناء الكتب بالعربية، قصد تبسيط فهمهم للكتب باللغة الفرنسية· وعن الأسعار المرتفعة، يؤكد ذات المتحدث أن %40 من سعر الكتاب تدخل فيه الأعباء الجمركية والنقل والإقامة، ولهذا يرتفع سعره· وفي المقابل عمدت دور نشر أخرى إلى طبع كتيبات صغيرة في مواضيع طبية وعلمية، إلا أن مواضيعها لم تخرج عن كيف تحافظ على رشاقتك أو أخرى تتحدث عن التداوي بالاعشاب وغيرها من المواضيع التي تغري عددا كبيرا من زائري الصالون· الكتاب العلمي الفرنسي: أسعار جنونية وحاجة ملحة إليه تعرف دور النشر الفرنسية التي اشتهرت بالكتب العلمية والقواميس المتخصصة إقبالا كبيرا من قبل طلاب الجامعات خصوصا، إذ يعج بهم جناح الدار الفرنسية الشهيرة HACHETTE، وإن أجمع من التقتهم ''الجزائر نيوز'' بذات الجناح، على أن هذه الدار توفر كتبا في غاية الأهمية، وجلها مواكب للأبحاث الجارية في الطب والبيولوجيا، فإن ما تم الاتفاق عليه كذلك، هو أن أسعار هذه الكتب لا تتوافق بتاتا مع إمكانيات الطالب الجزائري، فمثلا إذا تعلق الأمر بالكتب الطبية، فقد تعدى سعر واحد منها متخصص في جراحة الشرايين 13 ألف دينار، رغم أنه لا يتعدى ال 350 صفحة، أما كتاب آخر متخصص في الجهاز العصبي فتعدى سعره 7500 دينار رغم أنه من الحجم الصغير، وكذلك بالنسبة للعلوم الأخرى، حيث يبلغ سعر كتاب آخر في السياسة بعنوان ''التحليل السياسي'' 7400 دينار، وكتاب آخر في البيولوجيا بدار PEARSON EDUCATION بنفس السعر، وكذالك هو حال القواميس الفرنسية مثل قاموس الجيب '''HACHETTE COLLEGE' الذي يباع ب 1500 دينار· وحتى إن كانت هذه الأسعار جد مرتفعة، فإن الإقبال عليها من الطلاب يبقى كبيرا، حيث يقول رفيق وهو طالب في الطب ''إن هذه الكتب ضرورة، نحن نوفر أموالا طيلة السنة لاقتنائها في كل عام من هذا الصالون، إنها تحتوي معلومات جديدة وتخضع كل سنة للتنقيح ويضاف إليها جديد الأبحاث''· وفي المقابل طرحت طالبة أخرى في البيطرة وقد وجدت هي الأخرى ضالتها بذات الدار الفرنسية، إشكالية عدم تأليف كبار الأطباء في الجزائر لكتب يتم إنتاجها محليا، وبالتالي يكون سعرها أقل من سعر الكتاب الأجنبي·